رسالة اليوم

04/03/2021 - عملٌ يجبُ الانتباهَ إليه

-

-

قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ. اِرْجِعْ إِلَيَّ لأَنِّي فَدَيْتُكَ» (إشعياء22:44)

إنَّ الأكثر حزنًا في حياة أبناء الله هو الوقوع في الخطيئة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. إنَّ الحزن الذي يغزو القلب وغياب الشَّركة مع الله وقلَّة الاستعداد للصَّلاة والضّعف في مقاومة هجوم الشِّرير يجعل الشَّخص المخلّص يشعر بأنَّه أسوأ إنسانٍ. هذا هو عمل الرُّوح القدس لكي يتوب المسيحيُّ ويُغفَر له.

هناك علاجٌ واحدٌ فقط للذين وقعوا في الأخطاء: أن يبحثوا عن الذين أساءوا إليهم أو سبَّبوا الإهانة لهم، والاعتراف بالخطأ والتَّوبة. فإذا مات الشَّخص الذي أساء إلى شخصٍ ما، حتى لو بكى أمام الله لسنواتٍ كثيرة، فلن تكون لديه السَّعادة الأبدية التي تنتظر الذين يطيعون توجيهات السّيّد. بينما نحن في طريقنا، يجب أن نرضي خصمَنا، لئلَّا نوضع في السِّجن (لوقا 12، 58).

من ناحيةٍ أخرى، عندما يقوم شخصٌ ما بخداعِ أو إهانة أو ارتكاب خطيئة ضدَّ شخصٍ آخر، عليه أن يتوب للربِّ ويعترف بخطئهِ، لكي ينال الرَّحمة. وهكذا تُغفَر خطاياه ولم تَعُد موجودة. إذا كان الأمر كذلك، فإنَّ الشَّخص الذي أخطأ يعود للشَّركة مع الآب، ويبقى ضميره في سلامٍ، ويُمكنه أن يسلك مرَّة أخرى كأنَّه لم يرتكب أيَّ خطأ.

إنَّ الشَّيطان ماهرٌ ليجعل المغفور له من أفضلِ الصَّيادين. ما هو أسوأ: بعضُ النَّاس يستمتعون بهذا. باستخدام صنَّارة صيدِهم وخطَّافهم الصَّدِئ، ليتمكَّنوا من صيدِ الخطايا التي تمَّ إلقاؤها منذ زمنٍ بعيدٍ في أعماق البحر بعيداً عن فكر الله (ميخا19:7). الآن: الذين غُفِر لهم مدعوون ليكونوا صيادي نفوسٍ ضالَّة.

انتبه لما يقوله الربُّ. وفقًا للنَّبي اشعياء، عندما توفي الشُّروط، فإنَّ العليَّ يُبطل معاصيك مثلَ سحابة. هل يوجد متخصِّص في مكانٍ ما قادر على إعادة تكوين سحابةٍ بدَّدتها الشَّمس؟ بالطبع لا، لأنَّها اختفت ولن تعود مرَّة أخرى. هكذا يتعامل الربُّ مع آثامك. عندما يغفر لك ويطهِّرك، لن تكون خطيتك مرَّة أخرى في ذاكرته.

لن يتذكَّر الآبُ خطايانا. لقد وعدَ بأن يمحوَهم بعيدًا كما تختفي السَّحابة. بعبارة أخرى، يوصيك الربُّ بعدم قبول اقتراح العدوِّ بأنه لا توجد طريقة أخرى. إذا اتَّبعت هذه التَّوجيهات وتركتَ خطاياك، فلن يُعيدها الآبُ أيضاً، لأنَّه كما تختفي الغيوم، كذلك خطاياك.

ينصح الربُّ: ارجع إليَّ، لأنِّي فديتك، هذا هو السِّر الذي يجب أن يتعلَّمه الكثير من النَّاس، لأنَّه على الرُّغم من نوالهم الخلاص، والغفران، والتَّبرير، إلَّا أنَّهم يواصلون فِعل ما يأمرهم به فِكرهم. اقبل الدَّعوة، لأنَّ الله قد سوَّى كلَّ شيءٍ تماماً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز