رسالة اليوم

02/03/2021 - اطلبْ علامةً لصلاحِ الله

-

-

اصْنَعْ مَعِي آيَةً لِلْخَيْرِ، فَيَرَى ذلِكَ مُبْغِضِيَّ فَيَخْزَوْا، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ أَعَنْتَنِي وَعَزَّيْتَنِي. (مزمور17:86)

في كثيرٍ من الأحيان، يُخطئ الإنسانُ ويُعتبرُ كشخصٍ شرِّيرٍ دائماً، مثلَ "طاعونٍ" يجب القضاء عليه. حتى بعد الاعتراف للشَّخص الذي تُعرض للإهانة وللربِّ، وبالتَّالي حصوله على المغفرة، يستمرُّ كثير من النَّاس في النَّظر إلى هذا الشَّخص بريبةٍ وعدم ثقة. الآن، إذا تمَّ الحصول على المغفرة، ومادام هذا الشَّخص سوف يحيا في السَّماء مع يسوع والمخلَّصين، وإذا كان الله نفسه ليس لديه شيء ضدَّه، فلماذا هذا الإثم؟

هناك حالات يكاد فيها الإنسان يقع في الخطيئة، ولكن بمساعدة الربِّ، يقوم ويستمرُّ في محضر الله. ولكن، المجتمع لا يغفر ويثقل كاهل هذا الشَّخص، معتبراً إيَّاه شخصًا خطيرًا. وهكذا يتمُّ تجاهل أيِّ خير يفعله هذا الإنسان، حتى قبل حدوثه. ما هو البديل بالنِّسبة لهذا الشَّخص: قبول هذا الحكم الفظيع واللاإنساني أو التَّخلص منه؟

شعرَ داود بنفسِه بما شعر به الكثير من النَّاس، لأنه عانى من ضعفٍ سبَّب شرًّا لشخصٍ ما. لكن من الذي لم يسقط قط؟ في بعض الحالات، لم يتمَّ ارتكاب الخطيئة، بل تمَّتْ المحاولة فقط. طالبَ المتديِّنون في زمن يسوع أن يُرجَم النَّاس حتى الموت في بعض المواقف، وقد حدث هذا لكثيرٍ من النَّاس اليوم.

طلب داود من الربِّ نعمةً له. هذه نصيحة للَّذين هم تحت حكمٍ أخلاقيٍّ من أشخاص ليس لديهم سلطة الحكم، لأنَّهم سقطوا عدَّة مرَّات أيضاً. والفرق بينهما هو أنَّه في الحالة الثَّانية، لا أحد يعرف ما حدث، ولكنَّ الله يعلم كلَّ شيءٍ. لهذا السَّبب، فإنَّ أفضل شيءٍ هو أن تعترف بكلِّ شيءٍ، وتحرِّر نفسك تمامًا من أيدي العدوِّ، ثمَّ اطلب من الربِّ أن يظهر لك علامة على صلاحِه، حتى يخجل الذين يتَّهمونك.

كلُّ شيءٍ يُحَلّ في محضر الله اليوم. وهو لم يجلس بعد على عرش الدَّينونة، لكنَّه سيفعل ذلك يومًا ما. واليوم الربُّ هو محاميك وشفيعك ويريد أن يحرِّرك من فخاخ العدوِّ. لذلك، اجعل الأمور في نصابِها الصَّحيح في جميع مجالات حياتك، حتى لا يمتلك الذين يتهمُّونك شيئاً يقولوه عنك، لأنَّ العليَّ قد برَّرك.

لذلك، عندما يرون العلامة الإلهيَّة، سيتوه الذين يضطهدون نفسك، ويصرخ ضميرهم، لأنَّ ضميرك قد تحرَّر. في الواقع، هم بحاجة أيضًا إلى طلب غفران الربِّ وتصحيح الأمور في حياتهم حتى لا يعانون إلى الأبد. يهتمُّ الله بالسَّعي إلى إنقاذ كلِّ من ضلّ وصار مذنباً. ولكن لكي يحدث ذلك، من الضَّروري أن نطلب منه علامة للخير، كما فعل صاحبُ المزمور.

أليس من الجيِّد لك أن تصلح الأمور مع الله، الآن بعد أن فهمت ما يفعله الله لمن يقتربون منه لينالوا رحمته؟ ألا يجب أن تقبل يسوع كمخلِّصك وربَّك؟ إذا قمتَ بذلك، فسوف يعطيك علامة خيرٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز