رسالة اليوم

27/02/2021 - انتبهوا لِما يقوله يسوعُ

-

-

أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ. (يوحنا13:17)

لا يوجد شيء أفضل من فرحة يسوع الكاملة فينا. بواسطتها، يمكننا حلُّ مشكلاتنا، وشفاء عاهاتنا، والتَّحرُّر من التَّجارب والحصول على القوَّة التي اعتقدنا أنَّنا لن نمتلكها أبدًا، هذه البركة أعطت إخواننا وأخواتنا في الماضي القوَّة لدحرِ أكاذيب الأعداء وعدم التعثُّر في الأحجار التي صادفتهم طول الطريق.

يجب ألا تكون فرحتنا 80٪ فقط، لأنَّ هناك الكثير من الأشياء التي ننتظرها أكثر ممَّا نعتقد أو نفكِّر (أفسس٢٠:٣). أولئك الذين يكرِّسون أنفسهم لطلب الربِّ من خلال التأمُّل في الكلمة والصَّلاة لديهم خبرة لا يراها الإنسان الطبيعي أبداً. بالتأكيد، هذا لأنَّ نصف دقيقة في محضر إلهنا تساوي أكثر من التواجد الكامل لشخصٍ لا يمتلك الارادة الكاملة للاستمتاع بالتواصل معه.

الفرحة التي تغزو أرواحنا عندما يزورنا الآب تختلف عن الفرحة التي يشعر بها الإنسان عندما يسير كلُّ شيء على ما يرام معه. ليس الأمر نفسه، على سبيل المثال، ستكون فرحتك أعظم من أن ترى الحقول تُنتج كميَّات لم يسبق لها مثيل، أو تشهد نجاح أطفالك في الحياة. ورغم ذلك للأسف، هناك الكثير من النَّاس الذين يذهبون إلى الكنيسة ولم يفهموا بعد الخطة الإلهيَّة لحياتهم.

فرح الربِّ يجعلنا نسير في طرق هذا العالم لنشارك مع الضَّالين الخلاص بيسوع. إنه يسمح لنا بإيصال الرِّسالة الصَّالحة إلى الجميع، وأن نصلي صلاة إيمان تشفي جميع حالات الضَّعف، ولمساعدة الأشخاص الذين لن نراهم أبدًا وجهًا لوجه. هذا الفرح، قبل كلَّ شيء، ثمينٌ ونقيٌّ ومقدَّس. أولئك الذين لديهم علاقة مع الشَّخص الذي لديه هذا الفرح لا يخيب أملهم أبدًا.

إنّا نشابه الله من خلال فرحه الكامل فينا، بعد ذلك، حتى الطريقة التي ننظر ونبتسم ونتصرَّف بها- على الرُّغم من أنَّنا قد لا نلاحظ ذلك- تتحدَّث أكثر من جهودنا الكبيرة. وهكذا، يمكننا ربح الأصدقاء ونشر محبَّة الله في آلاف الأماكن. هذا النَّوع من الأشخاص هو ما يحتاج العالم يبحث عنه، الأشخاص الذين لديهم الحلّ لمشاكل الجميع.

لذلك، لا تستسلم في قلبك وكافح من أجل العثور على هذا الفرح، الذي سيجعل حياتك ثمينة جدًّا للآخرين. مع هذا الفرح، سوف تحقِّق نفسك تمامًا وستكون قادرًا على تحقيق هدف العليِّ لوجودك. وهكذا، عندما تغادر إلى الأبدية، ستجد على الجانب الآخر السَّيد الذي سيرحب بك مبتسمًا في الملكوت الذي أعدَّه منذ بدء العالم (مت٣٤:٢٥).

إنَّ المخلَّصون يسعون جاهدين لتحقيق إرادة الله ولا يتركون أنفسهم مدفوعين بالتَّجارب، بل يطيعون الوصايا، ويكونون ممتلئين بطريقة تفيض بفرح يسوع. كُنْ واحداً من هؤلاء.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز