رسالة اليوم

26/02/2021 - يجب أن يكون هدفنا هو يسوع

-

-

وَكَانَ لَمَّا تَشَدَّدَ إِسْرَائِيلُ أَنَّهُ وَضَعَ الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ وَلَمْ يَطْرُدْهُمْ طَرْدًا. (قضاة28:1)

أمرَ الله أن يُهلَك سكانُ كنعان القدامى، لكنَّ شعب إسرائيل لم يفعل ذلك عندما دخلوا تلك الأرض. اليوم، سمحنا للعديد من "السُّكان" بالاستمرار في العيش في أرض الأخبار السَّارة أيضاً، حيث وضَعَنا الله. وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ موقفنا ليس هو الأفضل، وبمرور الوقت قد يتزوَّج أبناؤنا من بنات الكنعانيين، وقد تُحبَط الخطة الإلهية لنا ولعائلتنا.

لا جدوى من وجود بعض الأشخاص "الذين يدفعون لنا الضَّرائب". يجب أن ننقل كلمة الله إلى كلِّ الخليقة وأن نقود هؤلاء النَّاس ليصبحوا أبناء الله (يو١٢:١). إذا لم نفعل ذلك، فنحن لا نُرضي من دعانا لإنجازِ مهمَّته النَّبيلة المتمثلة في جلب الفقراء والعُرج إلى العيد (لوقا14: 12-14). لا يمكننا أن نفعل شيء سوى الكرازة بكلمة الله. لقد دُعينا لإعلان البشارة التي تُنقذ كلِّ من يؤمن بخطة الفداء للبشرية (مر١٥:١٦).

ولكن كيف نؤمن أنَّ هذا مُمكن إذا كنَّا نقبل تكريماً من بعضِنا البعض؟ لا يتعيَّن علينا الحصول على شهاداتٍ تصفنا كأشخاصٍ عظماء وجديرين وهامّين في المجتمع وألقاباً أخرى. الأفضل أن يكرهنا الجميعُ من أجل محبَّة اسم الربِّ، وإذا لزِم الأمر، أن نتألَّم حتى تصل الرِّسالة إلى الضَّالين. أولئك الذين يخدمون الله بالحقِّ لا يحبُّون العالم أو الأشياء الموجودة فيه.

تتلقى الكنيسة القوَّة لإعلان الحقّ، وليس لتكون جزءًا من المواقف الخاطئة للذين قد يكونون أحيانًا من العشَّارين وأنصار البرنامج. لا يحتاج ملكوت الله إلى المساعدة التي يُمكن أن يقدِّمها الضَّالين، ولكن غرضها هو تحقيق خطة الفداء التي صُنِعت في السَّماء من خلال سفك دم ابن الله. عمله أكثر جدِّية ممَّا يُقال عادة في "الاجتماعات الدِّينية"، حيث يتجمَّع الآلاف من الناس.

ستكون الكنيسة على حقٍّ إذا توقَّفت عن فرضِ الضَّرائب على المُذنبين، وتوقَّفت عن بثِّ الصُّور الرَّائعة التي "تُثبِت" أنَّ لديها قوَّة كبيرة والعديد من النَّاس. ما نراه في هذه الصُّور ليس مجد الله، بل مجد الإنسان، الذي جرَّ جموعًا لحدثٍ ما حيث التَّصفيق للقائد كما لو كان هذا ما قال لنا يسوع أن نفعله. بالطبع، يجب أن نعقد اجتماعاتٍ عظيمة حيث تتجمَّع الجموع لتُشفى وتتحرَّر وتخلُص. لكن المهمّ هو أن نرى النُّفوس الضَّالة تقبل كلمة الله، وتستسلم عند قدمي الربِّ وتحصل على الخلاص.

من الضَّروري أن نطرد الطَّبيعة الكنعانية وأن نلبس طبيعة يسوع بالولادة الجديدة. يجب أن نُنهي الرَّغبات الخاطئة من وسطِنا، دون أن نراعي حقيقة أنَّ البعض لن يُعطي "العشور الثَّمينة" في أيدينا بعد الآن. ما يهمُّ هو أنَّهم قد يخلصوا أو يفهموا، كما نحذِّرهم أيضاً، أنَّهم إذا احتقروا الحياة مع الله، فسوف يُدانون إلى الأبد. سيُحضِر الربُّ جميع المدعوِّين ليكونوا جزءًا من الحياة الأبدية.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز