رسالة اليوم

24/02/2021 - غرض الله الرَّئيسي

-

-

فَأَمَرَنَا الرَّبُّ أَنْ نَعْمَلَ جَمِيعَ هذِهِ الْفَرَائِضَ وَنَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَنَا، لِيَكُونَ لَنَا خَيْرٌ كُلَّ الأَيَّامِ، وَيَسْتَبْقِيَنَا كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. وَإِنَّهُ يَكُونُ لَنَا بِرٌّ إِذَا حَفِظْنَا جَمِيعَ هذِهِ الْوَصَايَا لِنَعْمَلَهَا أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِنَا كَمَا أَوْصَانَا. (تثنية6: 24-45).

تدلُّ هذه الآيات على أنَّ هناك بركاتٍ تنتظر من يحفظ فرائضه: أولئك الذين يخشون الربَّ سيكافؤون بالخير دائمًا، ويُحفظون أحياء، وهذا يُحسب لهم برَّاً. السِّر هو إتمام جميع الوصايا الإلهيَّة. بما أنَّ هذا هو التَّوجيه الذي جاء من شِفاه خالِقنا، فيجب أن نتعامل معه بجديَّة. بالنِّهاية، عندما نحقِّق الخطط الإلهيَّة، ستأتي الأشياء الجيِّدة في طريقنا.

مخافة الربِّ تعني احترام الإرادة الإلهيّة في حياتنا. كلُّ ما يقوله في الكتاب المقدَّس هو ما يريده لنا ويريدنا أن نفعله أيضاً. حتى لو كانت بعض التَّوجيهات ضدَّ إرادتنا، وكان جسدنا الطبيعي لا يريد طاعتها، فالأفضل قبولها، لأنَّ الربَّ يعلم ما يقوله. لن يأمر الله أبدًا بشيءٍ يضِرُّ بنا أو يستعبدنا أو يمنعنا من تحقيق الأفضلِ. كلُّ ما يقوله القديرُ هو لمصلحتِنا.

للطاعة أجرٌ: لخيرنا دائمًا. على سبيل المثال، قد يعمل شخصٌ ما في مجال التِّجارة، وقد يكون ناجحًا جدًا في هذا المجال. ولكن، إذا دعاه الربُّ لفعل شيءٍ مختلف- مثل مساعدة المحتاجين والكرازة بالكلمة لأناسٍ أشرار في بلاد يوجد فيها اضطهاد- وذاك لن يجلب له أيُّ مكسبٍ مادي، ورغم ذلك يجب أن يعدَّ نفسه ويذهب. في الأبدية سيكافأ على طاعته.

أولئك الذين يتمِّمون الفرائض الإلهيَّة سيُحفظون أحياء. وهكذا، ماذا نحتاج؟ وبهذا الإعلان من الربِّ، يَعِدُ بأن يحفظ الذين يطيعونه من الهجمات الشِّريرة. لذلك لا ينبغي لأحدٍ أن يفعل أيَّ شيء بناءً على قرارِه. إذا تصرَّفوا وِفقًا للدعوة الإلهيَّة، فسيكونون قادرين على مقاومة أيِّ مشكلة، وفي نفس الوقت، إثبات وجوب الحفاظ عليهم أحياء.

بعد ذلك، سيُحسب فعل إتمام فرائضه برَّاً لهم أيضاً. هذا يعني أنَّه حتى لو كنتَ لا تعيش لحظاتٍ جيِّدة، ولا تلتزم بكلمة الله، ويريد الشِّرير إذنًا من الله لمهاجمتك، فإنَّ الربَّ سيعتبر أنَّ طاعتك لدعوته هي عملٌ لتحقيق عدالة أكبر. لذلك لن يسلمك إلى يدي الشِّرير.

من المُثير للاهتمام أن نلاحظ أنه يجب علينا أن نطيع بحرصٍ ما يطلبه الربُّ، حتى نتمكَّن من القيام بعمل جيِّد في كلِّ شيء. لذلك يجب أن نكون دائمًا في شركة مع إلهنا وأبينا، وفي كلِّ مرَّة نتَّخذ فيها أيَّ قرار، يجب أن نفعل ذلك وفقًا للإيمان الذي يعطينا إيَّاه. لا يمكننا أن نطيع أوامره كما لو كانت شيئًا ثقيلاً، ولكن بفرحٍ في قلوبنا.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز