رسالة اليوم

20/02/2021 - اِجعلها حقيقة

-

-

حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوْا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ. (متى31:15)

كان من أعظم الأوامر التي أعطاها يسوعُ لتلاميذه أن يشفوا المرضى ويخرجوا الشَّياطين ويطهّروا البرص ويبرِؤوا العُرج ويقيموا الموتى. يمكن فهم ما أمر به السَّيد بالمعنى الحقيقي والمجازي، ولكن هناك شيءٌ واحد مؤكَّد: لا يمكن استبعاد هذه الأشياء. أولئك الذين يسمّون أنفسهم تلاميذ السَّيد يجب أن يفعلوا ما أمر به، وإلَّا سيكونون عاجزين.

في اللَّحظة التي تتشجَّع فيها الكنيسة وتكرِّس نفسها وتذهب لإطاعة الوصيَّة الإلهيَّة، سيهتزُّ العالم بالإيمان الحقيقي بيسوع. ليس صحيحًا أنَّ الله اليوم يفعل شيئًا مختلفًا. بالنِّهاية، أعلن أنَّه لا يتغيَّر (مل٦:٣). الحقيقة هي أنَّ الشَّيطان قد أمر بما يسميه كثير من النَّاس "عمل الله"، وجعل المسيحيين يسقطون في شِراكه. لهذا لا تحدث المعجزات.

ولكن لا ينبغي لنا أن نشير إلى أخطاء الآخرين، بل نتأكَّد من تنفيذ وصايا الربِّ، وفِعل نفس الشَّيء الذي فَعله. إذا اختار أحدٌ عدم الطاعة، فماذا نفعل؟ الحقيقة هي أنَّنا لا نستطيع التوقف عن أداء رسالتنا، وإلَّا فسوف نُدانُ كعصاةٍ أيضًا. اعلم أنَّ أسوأ متمرِّد هو من يظنُّ أنَّه تقيٌّ، ويعرف الكتاب المقدَّس، ولأيِّ سبب أناني يعصى الربَّ.

كلُّ من يقرِّر أن يفعل ما أمر به يسوع سوف يكتشف أنَّ هذا هو الشَّيء الوحيد المطلوب ليستخدمه الله. الشَّخص الذي يطلب القوَّة، ويصلِّي من أجل شفاء المرضى، ويطلب خلاص الخطأة، ويسأل الكثير من الأشياء التي قال الربُّ بالفعل أنه سيفعلها، يخدعه العدوُّ. ما هو مسجَّل في الكتاب المقدَّس سيحدث لمن يؤمن.

أعطانا السَّيد المسيح المثال الذي يجب أن نقتدي به. لكنَّنا جعلنا ملابسنا وسياراتنا وسِلعنا المادية الأخرى هدفنا في الحياة. ولكن، يجب أن يكون هدفنا هو المُضي قدمًا كما تقدَّم الربُّ، ونفعل كما علَّمنا. ما لم نبدأ العمل الجادّ ونخدم الذين يعانون، سيبقون في المعاناة. بل والأسوأ من ذلك: لن ننال من الله ما هو لنا مسبقاً.

كان الربُّ يسوع واضحًا في قوله إنّه أحبَّ الذين يحبُّونه، أولئك الذين حفِظوا واتّبعوا وصاياه (يو٢١:١٤). لذلك، إذا لم تذهب لتشفي المرضى، وتُخرج الشَّياطين وتحرِّر أولئك الذين يعانون من ظلم الشِّرير، ستكون خارج دائرة محبَّة الله، وبالتالي، لن تختبر الأفضل من الله. فقط أولئك الذين يطيعون وصايا ابن الله هم الذين تحرَّروا من أفعال الشَّيطان. اجعل سعادتك حقيقة واقعة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز