رسالة اليوم

19/02/2021 - تمّ انتهارُ بطرس

-

-

فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» (متى31:14)

لا يُمكننا أن ننسى أنَّ بطرس كان رجلاً مثل أيِّ إنسان آخر. حقيقة أنَّه تمَّ اختياره ليكون تلميذاً ليسوع لم تجعله مختلفًا عمَّا نحن عليه الآن. كانت العاصفة في البحر قويَّة، وخاف التَّلاميذ من رؤية شخص يمشي فوق المياه. هدَّأهم يسوع بقوله إنَّه هو. ولكن مباشرة دون أن يفكِّر فيما كان يقوله، أجاب بطرس أنه إذا كان السَّيد حقًا، فسيكون قادرًا على السَّير فوق المياه باتجاه يسوع.

هناك بعضُ الأشياء التي نطلبها من الله دون قياس العواقب. الآن، ما دام الربّ قد أعطى تعليمات بشأن شيءٍ ما، وإذا كان لدينا إيمان، فيجب أن نطلبه. ولكن إذا دفعنا أيَّ تفكير آخر إلى طلب المساعدة الإلهيَّة، فيجب أن نتجنَّب تقديم الطلب. يجب الثَّناء على بطرس لشجاعته في السَّير فوق المياه، ولكن في الوقت نفسِه، يجب أن نفكِّر في الكلمات التي قالها له يسوع، لأنَّها تبدو وكأنَّها توبيخ له.

لا ينبغي لأحدٍ أن يجرؤ على فعل ما يعتقد به فقط. ولكن، طالما قال السَّيد أنَّنا سنفعل الشَّيء نفسه الذي يفعله، فلا يجب أن نقبل فكرة أنَّنا لن نفعل ذلك- سواء كنت تمشي فوق المياه أو فوق النَّار. كلُّ ما يأمرنا الربُّ بفعله أصبح ممكناً بالفعل بواسطته. إذا لم نؤمن وسمحنا للشَّك أن يغزو قلوبنا، فسوف يغضب منه، وقد نُوبَّخ أيضًا.

لقد كلَّفَ الربُّ البشرية بمهمَّة الكرازة بالإنجيل (مر١٥:١٦). وبالتالي لا يمكننا تجنُّب الذَّهاب إلى حيث يرسلنا. إذا تمَّمنا إرادته، فسنكون بين يديه. لم يختبر أيُّ شخصٍ آخر ما فعله بطرس عندما سار فوق المياه. ولكن عندما لاحظ قوَّة الرِّيح وشعر أنه يمكن أن يغرق، سمح للخوف أن يدخل قلبه وبدأ في الغرق.

أولئك الذين يسترشدون بالله العليِّ، محقِّقين شيئًا أمرهم به، يجب ألَّا يلاحظوا أبدًا الظُّروف المحيطة بهم ولا يسمحوا للخوف أو الشَّك أو أيِّ شعور آخر أن يغزو قلوبهم. وإلَّا ستزول اليد الإلهيَّة من حياتهم، وبصفتهم مجرَّد بشرٍ، فلن يتمكَّنوا من تحقيق أيِّ شيء. موقف بطرس جعله يستحق توبيخ يسوع.

لا تتراجع أبدًا في مسيرة إيمانك إذا أردتَ إرضاء الله وتحقيق النَّصر، وإلَّا ستُترك وشأنك. إطاعة ما يقوله الربُّ هي أفضل طريقة لمنحِه المجد. لذلك لا تستعجل فمك بالنُّطق إلى الله. أولاً، استمِع وتأمَّل، ثمَّ عندما تعرف ما هي إرادته، اتَّخذ قرارك. بعد أن تكون عازمًا على تحقيق ما يخبرك به الربُّ، ابقَ ثابتًا ولا تتزعزع، لأنَّك ستحقِّق الإرادة الإلهية.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز