رسالة اليوم

17/02/2021 - الخطط غير الضَّرورية

-

-

وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَامًا». (متى15:14)

الإنسانُ بارعٌ في تقديم النَّصائح. حتى الذين يعانون يحاولون مساعدة الآخرين في المواقف الصَّعبة، على الرُّغم من أنَّهم قد يكونوا في ظروفٍ مماثلة. وإذا أردتَ التَّعلم، فلن يكون هناك نقصٌ في الأشخاص الذين سيقدِّمون لك النَّصائح حول الاتجاه الذي يعتقدون أنَّه صحيحٌ. ورغم ذلك، لا يُمكنهم اكتشاف ما يمكن أن يجعلهم يجدون الحلَّ لمشاكلهم الخاصَّة. وحده يسوع لديه الشِّفاء من كلِّ الشِّرور.

كان المساءُ، وكان تلاميذ المعلِّم مضطربين. لقد رأوا الربَّ يتوقَّف عن كلِّ ما كان قد خطَّط له لينتبه إلى الذين يبحثون عنه، وحتى عند رؤية المُعجزات تحدث، لم يتمكَّنوا من إدراك أنَّ يسوع كان لديه الكثير ليُظهر لهم مجدَ الله. لقد أتوا أمام الربِّ، وقالوا بصراحة إنَّ الوقت قد فاتَ بالفعل وإنه ينبغي أن يصرف الجموعَ.

رعاية الله أعظم من رعاية الإنسان. بالطبع، لن يجعلَ يسوع الجموع يبقون هناك طِوال اليوم، لأنَّ الناس لديهم أنشطة أخرى ليقوموا بها. ولكن بما أنه سعى لإعطاء التلاميذ درسًا ثمينًا، فقد سمح لهم بالتَّحدُّث. كما لو أنَّ السَّيد لم يكن يعلم بذلك، فقد أخبروه أنَّ هذا المكان مهجورٌ، وبما أنَّ الوقت قد تأخَّر، فيجب أن يصرف الجموع حتى يتمكَّنوا من الذَّهاب إلى القرى وشراء الطعام لأنفسِهم.

في كثيرٍ من الأحيان، لدينا نفس مواقف التلاميذ، ولذا فإنَّنا نضيِّع الوقت. الربُّ لا يريدنا أن نقول له ماذا نفعل. في الواقع، يجب أن نبقي آذاننا مفتوحة لتعليماتِه. إنّه الله وهو يعلم كلَّ شيء. الآبُ لا يضطرب ولا يخطئ في أيٍّ من قراراته. بينما الأمر مختلف بالنِّسبة لنا. إذا لم يكن لدينا إرشاده، فلن نتَّخذ القرارات الصَّحيحة.

لا تخبر العليَّ أبدًا بما يجب فِعله. من الأفضل أن تسأله عمَّا يجب أن تتحدَّث عنه، وكيف تقرِّر أو إلى أين تذهب. أولئك الذين يفعلون ذلك وينتبهوا لِما يقوله سيكونون ناجحين بالتأكيد. إذا كانت لدينا توجيهاته، حتى لو بدا أنَّ لا شيء سيعمل، فسوف ندرك أنه يعرف ما يقوله ويفعله. كلمة الله نورٌ لسبيلنا وسراجٌ لأقدامنا (مز 119، 105).

أجاب السَّيد أنَّ التلاميذ يجب أن يُطعِموا هؤلاء الناس. دون أن يفهموا شيئًا على الإطلاق، أجابوا بأنَّ لديهم خمسة أرغفة وسمكتان فقط. ثمَّ طلب منهم يسوعُ إحضار الطعام، وبعد أن أعطاهم التَّعليمات ورأى أنَّهم يطيعونها، بارك أرغفة الخبز وكسَّرها. فأكلوا جميعهم وشبِعوا وزادت سلالٌ كثيرة. (متى 14: 16-12) عندما يكون يسوع معنا، سيكون هكذا دائماً.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز