رسالة اليوم

16/02/2021 - كُنْ حذرًا في اليوم الأخير

-

-

أَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي الْبَحْرِ، وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. فَلَمَّا امْتَلأَتْ أَصْعَدُوهَا عَلَى الشَّاطِئِ، وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا الْجِيَادَ إِلَى أَوْعِيَةٍ، وَأَمَّا الأَرْدِيَاءُ فَطَرَحُوهَا خَارِجًا. هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ الْعَالَمِ: يَخْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَيُفْرِزُونَ الأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ الأَبْرَارِ (متى13: 47-49)

هناك العديد من الأشياء التي نقوم بها ونستخدمها والتي لها أهميَّة كبيرة في تعليمنا لفهم الحقّ. واحدٌ منهم يصطاد بالشَّبكة، كما علّم يسوع. ووفقًا له، فإنَّ عملنا في البشارة يجلب الكثير من النَّاس إلى الكنيسة. لكن إذا لم يترك هؤلاء الناس طبيعتهم الشِّريرة، فسيتم طردهم من ملكوت الله في نهاية الزَّمان. يجب أن تكون حريصًا فيما تفعله، لأنَّ هذه الجملة أكيدة.

الرِّسالة هي بمثابة شبكة تصطاد كلَّ أنواع الأسماك ونوعيّتها. في بعض الأحيان، نسمع عن مسيحيين يفعلون أشياء فظيعة، أشياء لا يجرؤ إلَّا الأشرار على فعلها. هؤلاء النَّاس مخدوعون تمامًا. يُمكنهم أن يخدعوا الرَّاعي، الخراف، لكنَّهم لن يتمكَّنوا من فعل ذلك لملائكة الله. أنذر الربُّ أنه لن يأخذ الشَّبكة المليئة بالسَّمك إلى السَّماء، ولكن الصَّالحين فقط.

هناك فقرات كتابية أخرى تحدَّث عنها يسوعُ حول هذا الموضوع، باستخدام كلمات ومقارنات مختلفة. وحذَّر في إحداها أنَّ كلَّ من يتسبَّب بفعل العثرات لن يدخل ملكوته، بل سيُلقي في النَّار الأبدية، حيث البكاء وصرير الأسنان (مت١٨: ٧-٩). لم يُعلِّم هذا واعظٌ قاسٍ، بل الَّلطيف والمتواضع القلب، الذي يعرف الكلّ وهو الله نفسه (متى١١: ٢٩-٢٨).

يقول البعضُ: بما أنَّ الربَّ صالحٌ جدًا، فلن يرفض أحدًا. ولكن الذين يفكرون بهذه الطريقة يعتقدون أنه سيكون متهاوناً مع الذين لم يتغيَّروا، والذين استسلموا للتجارب، وأضرّوا بجيرانهم، وتسبَّبوا في الكثير من العثرات، ومنعوا الآخرين من معرفة الحياة الأبدية.

إذا كانت التَّحذيرات التي قدَّمها يسوعُ لا تحمل نفس الوزن الذي أعطاها لهم، فكيف نؤمن بأنَّ وعوده ستتحقق؟ مادام المسيحُ قد طلب منَّا أن نسلك بطريقة تليق بدعوتنا، فلا يُمكننا أن نصدِّق أنَّه سيُغمِض عينيه عن الأخطاء التي نرتكبها. الحقيقة أنَّ الحُكم سيكون بلا رحمة، ولهذا السَّبب يجب أن نقاوم كلَّ تجربة حتى لا نتفاجأ في اليوم الأخير.

لماذا تؤمن بما لم يَعد به؟ أفضل شيءٍ تفعله هو أن تستعدَّ الآن، حتى لا تكون غير مؤهل في اليوم العظيم. هذه هي أفضل لحظة بالنِّسبة لك للاقتراب من الربِّ والحصول على النِّعمة الإلهية لتغيير حياتك تمامًا وإلى الأبد.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز