رسالة اليوم

09/02/2021 - أجرة التَّعدي

-

-

وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ خَانُوا الرَّبَّ، (أخبار الأيام الثاني2:12)


لم يكن النَّموذج الذي كان يحتذى به رحُبعام من والده سُليمان في أيَّامه الأخيرة جيِّدًا. عَرفَ الرَّجل الأكثر حكمة بين البشر وصايا الله، لكنّه تمرَّد عليها لاحقاً. قال الربُّ للإسرائيليين ألَّا يتزاوجوا مع أناسٍ من أممٍ أخرى. على الرُّغم من ذلك كان لديه سبعمائة زوجة وثلاثمائة جارية، وهكذا حوَّلت زوجاتُه قلبه وراء آلهةٍ أخرى. لهذا لا ينبغي أن يتَّخذ رحبعام والده قدوةً.

لم يستطِع رحبعام أن يرى أيام مجد جدِّه داود، لأنه كان ذو سنةٍ واحدة عندما ماتَ داود. لكن لا بدَّ أنَّه سمِع عن إنجازات جدِّه، وكذلك عن محبَّته لكلمة الله. كان فهم رحبعام محدوداً، وإلَّا لاختار أن يحذو حذوَ داود، ولو فعل ذلك لكان حاكماً جيِّداً. أيُّها الإخوة، دعونا لا نفعل ما فعله رحُبعام. دعونا نجعل من الحقائق المسجّلة في الكتاب المقدَّس دروساً حيَّة لنا ولعائلاتنا.

كان إثمُ رحبعام ضدَّ الربِّ هو: لماذا سمح الله لملك مِصر أن يصعد ضدَّ يهوذا. لم يكن رحبعام يتوقَّع ذلك، كما لا يتوقع أيُّ شخص يقع في التَّعدي أنه سيدفع ثمناً باهظاً. يعتبر بعضُ الناس أنفسَهم أنَّهم مميّزون ويرفضون مراعاة قوانين الله والبشر. وعندما يُقبَض عليهم، يغمرهم الخوف. يجدر بنا أن نتذكّر أنَّه في الكتاب المقدَّس، لا يوجد شيءٌ مثل "الوصفة السَّلبية" للخطايا.

تصرَّف شيشق، ملكُ مِصر، بلا رحمةٍ- فأخذ كنوز بيت الربِّ وخزائن بيت الملك (أخبار الأيام الثاني9:12). الشَّيطان يفعل نفس الشَّيء. إذا وقعتَ بين يديه، فسوف يأخذ من قلبك- بيت الربِّ- الكنوز المخزَّنة هناك. الشَّيء التالي الذي ينبغي عليك معرفته هو أنَّك لن تتذكَّر ما أعطاك إيَّاه أبيك ولن تؤمن به. سيأخذ هذا "الملك" الشِّرير من عقلِك كلَّ الدُّروس التي تعلَّمتها، وسوف تتوه في أوقاتِ ضيقٍ تماماً.

إذا كنت قد أخطأتَ إلى الربِّ، فتصالح معه اليوم. بدون طلب الغفران وتغيير حياتك تمامًا، سوف يزورك ملك الشَّر. عندما يأتي "الإمبراطور"، سيتصرَّف بدون رحمة: سيأخذ كلَّ ما هو حسَن ولن يترك سوى الأشياء السَّيئة. من المؤكَّد أنَّه ليس من الجيِّد أن تكون في وضع يمكن أن يهاجمك فيه الشِّرير بسهولة. لذا فهذه هي اللَّحظة المناسبة لك لاتخاذ قرار حاسمٍ.

كان رحبعام خجلاً باستمرار. فبدون الدُّروع الذهبية، كان على حراسهِ استخدام دروعٍ نحاسيَّة (أخبار الأيام الثاني10:12)، وبرؤية ذلك، ربما كان قلب ملك يهوذا يتمزَّق بالخزي. النَّوايا الحسنة لا قيمة لها بعد أن يكون الضَّرر قد حدثَ بالفعل. وهناك طريقة واحدة فقط يمكنك من خلالها رؤية أيامٍ حسنة والتَّمتع بالخيرات: أن تخافَ الربَّ الإله. ابتداءً من اليوم، لا تسمح للشَّيطان أن يخدعك- كُنْ خادمًا لله. الربُّ يحمي ويبارك خاصَّته (مزمور 121.4).


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز