رسالة اليوم

08/10/2016 - قاموس الرّب هو الحكمة الحقيقية

-

-

وَقَالَ لِلإِنْسَانِ: هُوَذَا مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ الْحِكْمَةُ، وَالْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ هُوَ الْفَهْمُ» (أيوب 28:28).

لا يُوجَد تَعْريف لهَاتينْ الكَلمتين في كُلّ قَوَاميس العالم، لأن أصَحَابَها لا يَعْرفونَ كَلِمَة الرَّب. وضَعَ الله مَعرفة الحِكمَة والذكَاء داخل كُلّ إنسان، وهَذه حَقيقةَ لايُمْكنُ إنكَارُها. ولذَلِك، فَإن أيّ شَخَص يَسْتمعُ إلى واعِظ واحَدٍ عَلى الأقَل أو يقرأ آيةُ واحِدَة مِن الْكِتابِ الْمُقدس يَعْلمُ أنْهُ حَق. لأنَ يَومَ الدَيْنونةِ لنْ يَكَون أحَد بِلا عُذر.

أفَضَل قَوَاميسِنَا لا تَحْتوي عَلى التَعْريف الحَقيقي لِهَاتين الكَلّمَتين، بالرُغمِ مِن أنَهَمُا في غَايةِ الأهَمِيةِ. حَتَى عُلمَاء الدِّينْ لا يَسْتَطِيعوا أن يُعْطُوا مَعَنى صَحَيح لَهُمَا: مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ الْحِكْمَةُ، وَالْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ هُوَ الْفَهْمُ.

مُؤلّف الْقامُوس عَادةً مَا يَكَونُ شَخَص مُتَعَلّم ومُثَقْف ويساعده فَريقُ عَمَل مِن الْمُتَخَصِصِين, ولَكن عِنْدمَا يَتَعَلق الأمَر بَالحَقيقةِ, إذاَ لم يَكُن لدِيهِ الْمَعرفةُ الحَقيقيةَ بِكَلِمَة الرَّبِ, لا يَكُونُ مُؤهَلاً لِفَهْم أي شيئ, بَل سَيَكوَن مِثَل أولَئِكَ الّذينَ لايَعْرِفونَ شَيئاً عَنْ العَالم المُتَمدّن.

غَرَسَ الإلهُ القَدِيرُ هَذِه الْمَعْرفة دَاخِل كُل شَخَصَ مِنّا, وَفي كَثيرٍ مِن الأحَيان عِنْدمَا نَسْمَع كَلِمَة الرَّب, يَتمُ إحَضَار هَذِه المَعْرفة مِنْ مَكَان مَا دَاخلنَا, وَنَشَعُر أنَنَا قَدْ سَمِعَنا هَذَا الْكَلاَم مِنْ قَبْل, وَهَذا يَحْدُث بِالفِعل, لأنَّ القَوانِين الإلهية مَطْبوعَة في قُلُوبِنَا.

لأنْ روّح الرَّب يَشهَدُ بِالحَقِ لِكُلِ إنسان يَقرأ أو يَسمَع كَلِمةَ الرَّب ويُريدُ أن يَتَلامَسَ مَعَهَ, وعَنَدمَا يَحَدُث هَذا, يَبْدأ النَاس بَالسلوكِ بِالحكْمةِ والذَكَاء. لِذَلكَ مُجَرّد الإسْتِمَاع إلىَ الْوعْظ أو قِرَاءة الإنجيل يُؤكِّد أنهُ حَقّ.

روحُ الرَّب يُعْطينا الإدرَاك, ونَحنُ لا نَسْتطيع أنْ نَقُولَ أنّهُ لمْ يَكُن لدَينَا هَذا الإدرَاك, فَالذي يَعْتقدُ أنَهُ قَادِر عَلىَ أنْ يَدّعِي الجَهْل يَومَ الدَيْنونةَ فَهَوَ يَخْدعُ نَفْسَهُ, لأنهُ حَتى لو أنكَرَ سَيَشَهَدُ عَليهِ ضَمِيرهُ بِأنهُ لِسَببْ مُعينْ لم يَسْتَمع لِصَوتِ الرَّب, وَلن يَكونَ هُنَاك أي عُذر مَقْبول أمَامَ الدَّيان العَادِل.

وَمَن يَشْتهى أن يَكُون مُنْتَصراً لأبَد الأبِدِين, يَنْبَغي أنّ يَكن حَكِيماً- يَخَافُ الرَّب ويَحْترمَهُ, ذو فِطنْة- ويحِيدُ عَن الشَر- بالإضَافةِ إلىَ سُهولةِ الحصول على الحِكْمَة وَالذَكَاء الحَقيقيين, فَمِن السَّهل جِداً إمتِلاكَهُما و التَمَتُع بِهِمَا.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز