رسالة اليوم

06/02/2021 - ثلاثة تأكيداتٍ هامَّة

-

-

أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ، وَهُوَ أَرْسَلَنِي». (يوحنا29:7)

إنَّها أكبرُ مُعضِلةٍ للذين يعتبرون أنفسهم أبناء الله: أن لا يُسلِموا أنفسهم تمامًا لِما يقوله الربُّ في كلمته، لذلك يعيشون في إحباطٍ دائم. من ناحيةٍ، يرَون الآخرين مباركين، لكن عندما يصلُّون لا يتلقُّون الاستجابة التي يُريدونها. لا شكَّ أنَّ أفضل شيءٍ تفعله هو أن تخدم الربَّ من كلِّ قلبك وبكلِّ قوَّتك، وعندما تصلِّي، لا تسمح للشَّك أن يسكنَ في قلبك.

اعتبرَ اليهودُ الإيمان قضيَّة قوميَّة. لذلك لم يتمكَّنوا من استخلاص ما يُساعدهم على الخروج مِنها. في كثيرٍ من الأحيان، عندما كانوا في مأزقٍ، دعوا الربَّ ولجأوا إلى وعوده فنَجَوا. لكنَّهم سُرعان ما كانوا يعودون إلى طُرِقِهم الخاصَّة، فيَجدوا أنفسَهم في مشكلةٍ مع الشَّيطان مرَّة أخرى. يحدث هذا اليوم كثيرًا مع الأشخاص الذين لا يطلبون مجدَ الله، بل يطلبون البركات التي يعطيها فقط.

بقوله إنَّه عارفٌ لله القدير، علِمَ يسوع الشَّرط الأساسيَّ للعيش وفقًا لمشيئة الله. لا يمكننا معرفة الربِّ إلَّا من خلال كلمته. نجد في الكتاب المقدَّس ما يُمكن أن نسمِّيه "صورة الله" وعندما ننفِّذ كلَّ شيء نتعلَّمه نطبع صورته على قلوبنا. وهكذا يمكننا القول إنّنا نعرفه حقًا.

كثيرٌ من النَّاس يقولون إنَّهم من الله؛ ولكن إذا ادَّعى شخصٌ أنه ينتمي إلى الربِّ ومارسَ الشَّر أو ترك قلبه محكوم عليه بعاطفةٍ محرَّمة، فهو ينتمي إلى الشِّرير. إذا احتفظتَ بشيءٍ مخفيٍّ داخلك، وهو سِرٌّ لا ينبغي لأحدٍ أن يعرفه، وإذا كنت تغذِّي رغباتٍ قذرة أو لديك دوافع خفيّة تدينها كلمة الله، فيمكنك التأكُّد أنَّ الربَّ لم يَعُد فيك. ولكي تعودَ إليه، تُبْ واترك الخطيئة، واتَّقِ الله.

هذا أمرٌ خطيرٌ وهامٌّ للغاية. إذا كنت لا تستطيع أن تقول إنك تنتمي إلى الله حقاً، فابدأ الجريَ نحو ذراعيه مصلِّياً، واطلب منه أن يغفرَ لك ويخلِّصك من كلِّ هجماتِ الشَّيطان. أبانا السَّماوي مستعِدٌّ أن يغفر لك ويغيِّر حياتك؛ لكن يجب أن تريد هذا وتتخلَّص من نقاط ضعفِك. لماذا لا تسجد الآن أمام الربِّ الإله وتطلب منه المغفرة والتطهير من خطاياك؟

قال يسوعُ أنه مُرسَل من الله. أولئك الذين لديهم هذا اليقين هم في أمانٍ بين يدي الله، لأنَّه لا يزال يهتمُّ بكلِّ الذين يحقِّقون- بفرحٍ وإخلاصٍ- المهمَّة التي ائتمِنوا عليها. ما قاله يسوعُ هو ما يريد أن يحدث لكلِّ أعضاء جسده- الكنيسة. من خلال تحقيق هذه البركة، سترى أنَّ كلَّ شيء سيكون ممكنًا بالنِّسبة لك. ماذا عن تحديد هذا كهدف والسَّعي نحوه؟


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز