رسالة اليوم

30/01/2021 - كيف تحافظ على عهدِك

-

-

كيف تحافظ على عهدِك

الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ يَحْفَظَانِ الْمَلِكَ، وَكُرْسِيُّهُ يُسْنَدُ بِالرَّحْمَةِ. (أمثال28:20)

يقولُ الكتابُ المقدَّس أنَّ يسوع اشترانا لله بدمه (رؤيا9:5). وأننا جُعِلنا كهنة - خدّام بركات الله- وملوكٌ - أسيادٌ لأنفسِنا (الآية 10 أ). ينتهي هذا المقطع قائلاً إنَّنا سنملك على الأرض (عدد10). عندما يقرأ المسيحيُّ مثل هذه الإعلانات، يفرح ويمجِّد الله على عظيم صُنعِه. بالنتيجة، ما فعله اللهُ من أجلنا مذهلٌ حقًا، أليس كذلك؟

في بداية حياتنا كمسيحيين، وتحت دفءِ هذا الوحي، نبدأ العيشَ بحسب إرادة الله. ولكن بعد ذلك نتكاسل جدًا في أمرِ إيماننا وندرك أنَّ المشيئة الإلهيَّة لا تعمل في حياتنا؛ تبدأ المشاكل في الظهور، وحتى لو بكينا أمام الربِّ وصلَّينا وصُمنا، لن تَعُد الأمور كما كانت في السَّابق. هل يمكن أن يفقد الملك عرشه؟ هل كانت وعود الله صالحة لبداية مسيرتنا المسيحيَّة فقط (كما لو أنَّ الله لا يستطيع أن يفيَ بوعوده)؟

لا يُدرك البعضُ كيفيَّة الحفاظ على السُّلوك بحسب خطة الله، إذ يعتقد بعضُ المسيحيين أنَّ مشاكلهم ستُحلُّ إلى الأبد، ولذلك يتوقفون عن الصَّلاة، ويهمِلون تكريس أنفسِهم، وفي بعض الحالات يصدِّقون حِيل العدوِّ، الذي يقولُ أشياءً شتَّى، ولكن كلُّ ما يخرج من فمهِ هو محضُ كذبٍ. وعندما يحاولون محاربة هجوم الشَّيطان، يجدون أنفسَهم ضائعين، لأنَّ خطة الله لهم لم تدخل حيِّز التَّنفيذ.

في هذه الآية من الأمثال، يكشفُ الربُّ أنَّ هناك فضيلتين يجب أن يمارسهما الملك حتى يحفظ مُلكه. الفضيلة الأولى هي المحبَّة التي تُترجم إلى وجود وصايا الله وحفظها. من لا يملكها ولا يحفظها، لا يحبّ الربَّ (يوحنا٢١:١٤). عندما نحبُّ الله، نحبُّ قريبنا أيضاً، فبهذا تُكمل كلُّ الوصايا.


الفضيلة الثَّانية هي الحِفاظ على حكم الملك والحفاظ على سلطته، والأمانة هي التي تضمن له الإنتصار. الملك الغير الأمين في عملهِ، والذي يعامل النَّاس بمحاباة، ويسعى لتحقيق مكاسبهِ الخاصَّة فقط، يدرك أنَّ هذه الأشياء تجعله يفقد عرشه. قد يحاول الشَّيطان تدميره بكلِّ الطرق المُمكنة، لكنَّ الله أمينٌ ولن يسمحَ المسَاسِ به أو بما يخصُّه.

في الختام، استخدم الرُّوح القدس كاتب الأمثال ليقول أنَّه من خلال اللُّطف والمحبَّة- من خلال الخير والرَّأفة- سوف يدعم الملك عرشه. الآن، اختبر نفسك واكتشف ما إذا كنت شخصًا طيِّبًا أو إذا كنت قد أصغيتَ للتَّجارب وعِشتَ لمصلحتك الخاصَّة فقط. لا تنسَ أنك إذا سكتَّ، فسيرفع الله شخصًا آخر ليحتلَّ عرشك. لذلك كُنْ أمينًا وثابتًا في إتمام رسالتك، وسوف يُكرمُ الربُّ حياتك بالتأكيد.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز