رسالة اليوم

28/01/2021 - حزنٌ عديم الفائدة

-

-

حزنٌ عديم الفائدة

فَحَزِنَ الْمَلِكُ جِدًّا. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا.(مرقس26:6)

يجب على البشر أن يَعدُّوا أنفسَهم لفهم المشاعر التي تنشأ في قلوبهم. ومنها الحزن، لعلَّ ذلك يمنعهم من فعل أشياء سيِّئة. في حالة الملك هيرودس، حزنَ لِما هو مُزمع أن يفعله، لكنَّه لم يُرِد التَّراجع في كلمته. فأوفى بالوعد الذي قطعه لابنة هيروديا، يبدو أنه فضَّل ألَّا يخجل لمدَّة خمس دقائق على هلاكِه الأبدي". نتيجة لذلك، أدَّى الوعد الأحمق إلى قطع رأس يوحنا المَعمدان (مرقس٦: ١٧-٢٨). أيَّها الإخوة، دعونا نجتهد لنكون حسَّاسين لروح الله.

الربُّ يُعيننا دائماً. وهو يبكِّت الخطاة أيضاً قبل أن يرتكبوا خطأً ما. أولئك الذين يخدمون الخالق، ينتابهم الخوف عندما يفكرون في الاستسلام للتَّجربة، والشُّعور بعدم الاستحقاق والعَار الذي يجعلهم يشعرون بالبؤس، فيتراجعون. ولكنَّ بعضَهم يمضي في ارتكاب المعاصي.

إذا كان الضَّوء أخضر أمامك دائماً ولم تشعر بالخجل أو الحزن بشأن ما أنت على وشكِ القيام به، أو إذا كان قلبك لا يخبرك أنَّ ذاك خطيئة، أو إذا كنت لا تذكر آية من الكتاب المقدَّس، عظة أو ترنيمة تنصح بعدم فعل شيء كهذا، فأنت لستَ مسؤولاً عن فِعل ذلك. رغم ذلك إذا كانت روحك مرتابة أو تشعر بعدم الارتياح، فعليك الامتناع عن فعل ذلك.

كان الملك هيرودس مسرورًا بسماع يوحنَّا المعمدان، الذي أخبره كخادمٍ لله أنه لا يجوز له أن يأخذ زوجة أخيه، لكنَّ الملك لم يلتفِت إليه قط. لذلك، في لحظة عدم انتباه، رأى ابنة حبيبته ترقص بطريقةٍ جعلت نفسَه الآثمة يحلف حلفاً أحمقاً. فطلبت الفتاة رأس يوحنا المعمدان على طبق، وعلى الرُّغم من أسفِه، أوفى هيرودس بوعده.

لم ينتبه هيرودس إلى الحزن الذي حلَّ في روحِه. تقدَّم وأمرَ بقطع رأس يوحنا المعمدان. بالنِّسبة للملك، كان ذلك أهمَّ من عدم الرُّجوع في كلمته- مُظهراً حزنَه- أمام كلِّ الذين شهدوا وعده، ولم ينقذ حياة الرَّجل الذي قدَّم له نصائح جيِّدة. من لا يطيع لمسة الله سينتهي به الأمر إلى اتِّخاذ قراراتٍ مروِّعة. وفي تنازلاتنا الصَّغيرة، نعدُّ أنفسنا لاتخاذ قرارات كبيرة.

نتيجة لذلك، انتهت خدمة حقيقية جدًّا باركت آلاف الأشخاص بطريقةٍ مأساوية. لابدَّ أنَّ الملك الخاطئ قد شعر بالنَّدم على هذا الفِعل حتى آخر أنفاسِه. لكنَّ النَّدم بدون توبة، دون اعتراف حقيقي وتعويض الخسارة، لا ينفع على الإطلاق. في حالة هيرودس، كان حزنه عديم الفائدة.

ستقف أمام الربِّ في يوم الدَّينونة، بأسرع ممَّا تتصوَّر، وإذا لم تتخلَّص من ذنوبك بالتَّوبة الصَّادقة والحقيقيَّة، أو إذا لم تسوِّي حسابك مع الربِّ ومع الشَّخص الذي أسأتَ إليه، سيكون وضعك غير مريح للغاية، لأنك ستُدان وستُلقى في بحيرة متقدَّة بالنَّار والكبريت (رؤيا٨:٢١). ما زالت أمامك الفرصة لتتصالح مع الله! ما رأيك أن تفعل ذلك الآن؟


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز