رسالة اليوم

07/10/2016 - تَوَقَفُوا عَنّ الْبُكَاء

-

-

وَكَانَ اللاَّوِيُّونَ يُسَكِّتُونَ كُلَّ الشَّعْبِ قَائِلِينَ: «اسْكُتُوا، لأَنَّ الْيَوْمَ مُقَدَّسٌ فَلاَ تَحْزَنُوا»(نحميا 11:8).

يَجِبُ أنّ يُوعَظ بِهَذِهِ الرّسَالة كَثيراً في كَنَائِسِنا. قرأ الّلاَوِيِّون الْكَلِمة ووضَحُوا مَافِيها لِيفْهم الشَّعْب، وَلَكِنْ بِالرُغْم مِنّ ذَلِك، بَدأَ الشَّعْب في الْبُكَاء. لكِنَّ الّلاَوِيِّين ظَلّْوا ثَابِتِينْ ونَجَحوا في تِهَدئِة الشَّعْب، لأنّ ذَلِكَ الْيُوم كَانَ مُقَدَّسَاً وَلَيْسَ للبُكَاء.

والْيَوْمَ أصبَحَ النّاس أكَثرْ تَدَيُّناً, ويَفْتَحونَ أفَواهَهُم بِالّبُكَاء كَمَا فِي الْماضّي, وَيَعْتقِدونَ أنّهُم بِذلِكَ يُرْضُونَ الله. وَلَكِنَ الرَّبَّ يَقول فِي كَلِمَتِهِ: فَرَحُ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ (نحميا10:8). لِذّلِكَ لايُمكِنُنُا إحْتِمَال الأخْبَار السَّيِّئَة الْتي يُمكِن أن يُبَشِرَنَا بِهَا أحَدُهُم, لأنّهُ بِالْنِسْبَةِ لِهَؤلاءِ الْحَيَاةُ لاَ قِيمّةَ لَهَا عِنّدَهُّم; فَمَثَلاُ هُمّ يَعْتَبِرونَ أنّ الشَّيْطَانَ هوَ مَن عَمَلَ الشَوَاطِئ, والتَقَدُمْ هَوَ سَبَبَهُ- بِالرُغْمِ مِنّ أنّهُ كُلّ الأَعَمَال الرَائِعة في الْمَاضِي كَانَتْ تُعْتَبَرُ أَعْمَالَاً إلْهِيةً.

كُلّ هَذا خَطأ! لأنّ الأخْبَار السَّارة كُلّهَا تَأَتي مِنّ يَسُوعْ لِأنهِ يَجْلِبُ الْفَرَحَ إلىَ قُلُوبِنَا ,يُحَرِرُنَا مِنّ الإدَانة, وَيَقُودَنَا إلىَ فَرَحَ لا يُوصَفْ. وبِالإضَافةِ إلىَ ذَلِكَ فَإنَ رِسَالةَ الإِنْجِيلِ تَفْتَحَ عِيونَنَا الرُّوحِية وتُعْطِينَا النَجَاحْ والنَّمْو, وتَشْفِينَا وتُسَاعِدّنَا في حَلّ كُلّ مَشَاكِلْنَا. هَكَذا مَنَعَ التَدَيُنّ عَمَلَ الرَّبِّ في وسَطِ شَعْبِهِ, والْيَوْمّ يَجِبْ عَلَيْنَا نَحْنُ الْمَسِيحِيينْ أن نَتَعَلّم أنّ نَمْشِي وفقَاً لِكَلِمَتِهِ, وليْسَ وفقَاً للتَقْلِيدْ الدِيْنِي.

إنّ الْوَاعِظّ الْذّي يَتَشَاجر مَعَ الْجَمَاعَة فَهْوَ لاَ يَقُومْ بِعَمَلِ الرَّبِّ, إنّمَا يَقُوم بِعَمَلِ نَفْسِهِ. وَيَجبْ أنّ يَفْهَمَ أنَّ الْكَنِيسَة لَيْسَتْ لهُ, ولَكِن للرَّبِّ. يَجِبُ أنّ الْكُلّ يَتَعَلمّ مِن الرَّبِّ, لأنّنَا نَحْنُ كُلّنَا نَعِظُ بِكَلامّ الرَّبِّ,إلا أنَهُ تَمَّ تَضلِيِل الْكَثِير مِنّ النَّاس.

هُنَاكَ الْكَثِيرْ مِنّ التَرَانيمّ الْحَزينة وكَثير مِنّ العِظات السَلْبِيَة الْتِي تُعَلِّم أنّ الْبُكَاء هوَ الْحَل, وأنّ الْحَيَاة صَعْبَة وبِالْرَحْمةَ فَقَطْ نَسْتَطِيع أنّ نَتَحَمّلهَا, ولَكِن خِدْمَةَ يَسُوعْ كَانَتْ مُخْتَلفَة حَيْثُ كَانَ مَصْدر الْفَرَحْ والْشِفَاء لِقُلوبْ الْخُطَاة, وغَفَرَ ذُنُوبَهُم وحَتْى إنَهُ قَبِلَ أنّ يَتَنَاولّ الْعَشَاءَ في بَيْت أحَدَهُم (لوقا 36:7) وهُنَاكَ أظّهَرَ أنّ الْحَّيَاةَ مَعَهُ أرَوعْ مَا يَكَون.

بِمُجَرّدِ أنّ بَدأ الّلاَوِيِّون بقِراءةِ الآية الْتي نَدْرسُهَا, حَتى أخَذ الشَعْب في الْبُكَاء, ولَكِنّ الّلاَوِيِّين تَدَارَكوا الْمْوقِف وقَالوا للشَعْب إنّ هَذا الْيَومَ مُقَدْس ولاَ يَنْبَغي فِيهِ الْبُكَاء بَلْ الإِحتِفَال. مَاذّا عَنّا الْيَومْ؟ لِمَاذا نَبْكِي إِذْا كَانَ يَسُوعْ قَدْ غَلَبْ؟ إِذا كَانَ عِندَنَا فَرَحْ الرَّبِّ, يَجِّبْ أن نَكُونَ أَقْوِيَاءَ لإنَّ فَرَحُ الرَّبِّ قُوَّتَنَا.

لِذَلِكَ لاَ تَقْبَل أي رِسَالة سَلْبية تَتَحَدثْ عَنْ الْمُعَانَاة, وَليْسَ الإنتِصَار. مَا نُؤمِنُ بِهِ يَحْدُثُ لنَا.إذا كُنتَ تَعْتَقِدْ أنَّ وجُودَ عَيْنَاكَ مُنْتَفِخَة هَوَ مِا يُرْضِي الرَّبِّ, فَإنَّ الشَّيْطَانَ مُسْتَمّتِعْ بِمَا تَفَعَلَهَ. إمسَحْ عَيْنَيْكَ وإبْتَسِم لأنَّكَ فِي خِطَةُ الله, وَلاَ أحَدَ يَقْدِرْ أنّ يَأخُذَكَ مِنْ يَدِهِ (يوحنا10: 27-30).فِي الْمَسِيحْ أنتَ أكْثَرُ مِن غَالبْ إلىَ الأبَدِ (رومية (39-31:8

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز