رسالة اليوم

27/01/2021 - لا تستغرب الأمرَ

-

-

لا تستغرب الأمرَ

أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ، (بطرس الأولى12:4)


يجب على كلِّ الذين أصبَحوا مسيحيين أن يتوقَّعوا حدوثَ بعض المشاكل، لأنَّ الربَّ سيسمح حتماً بحدوث بعض التَّجارب في حياتهم. فروحُ الربِّ هو الذي قاد يسوع إلى البرِّية ليجرَّب من الشَّيطان (متى4.1-11)، وبدون أدنى شكٍّ، لم يقصد الله ذلك كعقابٍ لابنه. لذلك يجب ألَّا تعتقد أنّه أمرٌ غريب أن تواجه فرصةً معيَّنة فجأة للتصرُّف خلافاً لِما تقوله كلمة الله.

تحدَّث بطرس الرَّسول عن البلوى المُحرقة التي قد تحلُّ في حياتنا، لذلك يجب أن نكون يقظين، فعندما تقدِّم هذه الفُرَص نفسها، يجب أن نقاومها ولا نوليها أيَّ اهتمامٍ. فكما جرَّب الشَّيطان يسوع، سنكون أيضًا، أي إذا قمنا بنفس الأعمال التي قام بها المسيحُ. وإذا لم تتعرَّض للتَّجربة أبدًا، اختبر نفسَك لتعرف ما إذا كنت مؤمنًا حقًا.

بالطَّبع، لا أحد يحب أن يملك أفكاراً خاطئة أو قذرة أو شرِّيرة؛ لكنَّ المُجرِّبَ ماهرٌ في تقديم هذه الفُرص لأولاد الله. إذا شعرتَ باليأس يومًا ما لأنَّك فكَّرتَ في أشياءٍ شرِّيرة، أو إذا شعرتَ يومًا بالحاجة إلى ممارستها، فبدلاً من رؤية نفسِك كشخصٍ ضائعٍ، اِعلم أنَّ هذا آتٍ من الشَّيطان الذي يهدف أن يُبعدنا عن الله. وإذا كانت هذه حالتك، اطلب من الربِّ المغفرة الآن.

كُنْ يقظًا، لئلَّا تَعتبر التَّجربة أمراً غريباً عندما تأتي. خُذ كلمة الله كنصيحةٍ لك، فعندما تظهر الرَّغبات الشِّريرة- التي تقدِّم نفسَها أيضًا كشيءٍ حسَن النِّية- وفُرَصًا للمتعة، وكسبِ المال، ضع في اعتبارك أنَّ هذه الأشياء جزءاً من مخطَّط الشَّيطان. وبِّخ التَّجربة ولا تستسلم لها بإيمانٍ وثباتٍ في اسم يسوع.

يعلِّمنا الكتابُ المقدَّس طريقة بسيطة لمقاومة التَّجربة: أن نسلك بالرُّوح. أولئك الذين يتمسَّكون بوصايا الله سيرونَ أنَّه ليس عسِراً رفض عروض العدوِّ. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الذين لا يهتمُّون بما يقوله الله لهم لن يكونوا أقوياء بما يكفي ليقولوا "لا" للمُجرِّب. إنَّ مراعاة ما يقوله الربُّ هو سرُّ الارتباط به دائمًا (أمثال٢٠:١٦).

يجب أن نتمكَّن من اجتياز جميع الاختبارات، وإلَّا لَما سمح الربُّ بذلك. الحقيقة هي أنَّه عند إعادة تجديد أرواحِنا، خلقنا الله بطريقة تجعلنا قادرين على مواجهة أيِّ معركة لنخرجَ منتصرين (مزامير١٩:٣٤). من لا يحذر، وبالتَّالي يسقط، لا يستطيع أن يتَّخذ عذراً قائلاً: أنَّ الجسد كان أقوى من إيمانه، لأنَّ الله القدير يعيننا في كلِّ شيء. إذا طلبنا مساعدته، فسيوفِّر لنا مخرجًا آمِناً.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز