رسالة اليوم

06/10/2016 - يُكرم الْذّينَ يُكرِمونَهُ

-

-

فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هذَا؟» فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: «لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ»(استير 3:6).

إزرع دائماً زرعاً جيداً, لأنه سيأتي يومٌ تحصدُ فيهِ ما زرعَت يداك. الله لا يكشف لنا أسرار ملكوتهِ لنُبقيها سِرّاً, ولكنْ يجبُ أن تخرج للنّور, إذّا فَعلَ شَخْصٌ ما لكَ شيئاً جيداً, لا تنسى أن تكافِئهُ. لا بُدَّ للشكر أنّ يكونَ شيئاً مُشتركً بينَ أبناء الله. لِذلِك إذا كُنتَ قد طلبتَ الصَّلاة مِنّ أجْلِك لا تنسى أن تشُكُرَ كُلَ من صَلّى مِنّ أجِلك, دائماً أظهِرْ الإمتنانِ لأي شَخَصَ مَهْمَا كانت نتيجةُ تلْكَ الْصّلاةِ, كُنْ شاكراً للرّبِ وإسألهُ إستِخداماً أكثر لِهذا الشَّخَصَ، يقول الرّب: وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ (رومية 7:13).

لا تَزرعْ بُذوراً سَيئةً حَتىَ في وقتَ الغضب, فَهي تَنْمو بِسُرعةٍ ونَتَائِجها تكُون حَسَبَ نَوْعِهَا وتأثيرها, لأنَهَا تَنْتشِرُ هُنا وهُناك بِسُرعةٍ وتُؤثرُ عَلى كلِّ مَا حَولهَا (أمثال 30: 32-33). ولكِنْ إن زَرَعَنا بذوراً جَيدةً فإن الله الآبْ لنْ يَتْرُكنا, وسَوف يُكافِئنا بِنفسهِ مُباشرةً أو مِنْ خِلال أشَخَاصَ, ونَحنُ نؤمِنُ أنّ مَا يزرَعهُ الإنْسَان إيَّاهُ يحْصُد (غلاطية 6: 7-8).

إنْ كُلَّ الْمَعرِفةَ الْتي نَكْتسِبُها في حَياتِنا, لِنَسْتطيع أنّ نُصلي بِها ونوقِفَ حَربَ الْعدوِّ علىَ أي شيئ كَشَفهُ الرّبُ لنا, وفي بَعْض الْحالاتْ لنُحَذِّرَ شَخَصَ مَا بِهَا, مِثلما حَدَثَ معَ مُرْدَخَاي عِنْدمَا سَمِعَ بمُؤَامَرَة لاِغْتِيَال الْمَلِك (استير22:2) فَكُلُّ مَا يُعْطيهِ الرّبُ لنّا مِن مَعْرفةٍ يُرِيدُنَا أن نَأتي بِهَا إلى النَّور.

أرَادَ الْمَلِك أحشَويروش أنّ يَشْكُر الْيَهودي الْذي أنَقَذَ حَياتَهُ, هَكذا هَوَ الإعْتِراف بِالْمَعْروف لأولَئكَ الْذّينَ يَقَضَونَ وَقتً في الصَّلاةَ والتَشَفُعِ مِنّ أجِلِنَا, الإيمَان الْمُعَاش وإستِثمَارهُ في الصَّلاة والطِلْبَات هَوَ بِالْنِسْبةِ لَهُم بَرَكَةٌ كَبِيرةٌ, فَمِنّ حَقِّهم بَعْدَ كُلِّ هَذا أن نَشْكُرَهُم كَثيراً.

عِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ عَنّ الْعَبْد أُنِسِيمُسَ، الْذي كَانَ قَدْ هَرَبَ مِنّ صَاحِبِهِ، فِلِيمُونَ، والْذّي تَغَيّر بِرِعَاِيةِ الرَّسُول بُولُسَ لَهُ, وقَدْ سَألَ بُولُسَ سيّدهُ أنّ يَقَبَلهُ كَأَخً وليس كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، وإنّ كَانَ أُنِسِيمُسَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشيئٍ, سَامِحُهُ بِالدَّيْن وَأحِسِبْهُ عَليَّ, وَلا تَنْسَى أنّكَ مَدْيُنٌ لِي بِحَياتِكَ (فليمون 1: 18-19).

وإنّ إحْتاجَ أخٌ أنّ نُصَلي مِنّ أجّل حَياتِهِ الْمَالِية, وإسْتَجَابَ الرّبُ وتَحَسَنَتْ حَالَتَهُ الْمَادية, أو رُبَمَا تَحَسَنَتْ جِداً, يِنسَى هَذا الأخْ مَنّ كَانَ يُحَارِبُ مِنّ أجَلِهِ بالصَّلاةَ لِلرَّبِّ, ولا يَعْتَرِفُ لَهُ بِالُجَمِيل, دَاوُدَ رَجُل الله الْحَقِيقِيَّ، فَكَّرَ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى: عِنْدَمَا حَصَلَ عَلىَ غَنَائِم لَهُ، إنَهُ تَذَكَرَ شِيوَخَ يَهُوذَا و أَرْسَلَ لهُمّ هَدَايَا (صموئيل الأول26:30).

عِنّدَمَا تَطْلبْ مِنّ أخٍ أنّ يُصَلّي مِنّ أجلِكَ وَيَسْتَجِيبُ الرَّبِّ لِطَلَبِك، يَجِبُ عَلىَ الأقلّ أنّ تَشْكُرَ كُلَّ شَخَصَ صَلّى من أجلك وهو سينال المكافأة مِنّ الرَّبِّ أيضاً. إنَهُ لَجِيدٌ أنّ نُكْرِمَ أولئِكَ الْذّينَ تَطَوّعُوا لِمُسَاعَدتِنا، لأنّنَا عِنّدمَا نَفْعَل ذّلِكَ نَنَالْ الْبَرَكَة, لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ (لوقا 38:6).


محبتي لكم في المسيح

د.سوارز