رسالة اليوم

11/01/2021 - خسَارتان كبيرتان

-

-

خسَارتان كبيرتان

«قَدْ كَرِهَ إِسْرَائِيلُ الصَّلاَحَ فَيَتْبَعُهُ الْعَدُوُّ. (هوشع3:8).


بالكاد يعرف النَّاس الشَّر الذي يفعلونه لأنفسِهم بعدما تستنير قلوبهم، فلا يُعطون أيَّ مصداقيَّة لِما أُعطِي لهم. أخِذ بنو إسرائيل من السَّبي في مِصر ونُقِلوا إلى كنعان. ولكن عندما استقرُّوا، اعتقدوا أنَّهم لم يعودوا بحاجة إلى النِّعمة الإلهيَّة ورفضوا ما هو صالح. هذا الموقف أعطى العدوَّ الحقَّ في ملاحقتهم. نفسُ الشَّيء يحدث للذين يحتقرون ما يعلنه الربُّ.

حرّيتنا من مملكة الظلام حقيقيَّة. ليس لنا سلام تحت عبودية الشّيطان ولا أمان ولا رجاء ولن نتمتَّع بالسَّعادة بعد الموت أو في هذا العالم. وهكذا أضاءَ العليُّ نور الحقِّ علينا، ورأينا أنَّ نجاتنا كانت في يسوع. لذلك، فإنَّ المطلوب هو أن نقرِّر أن نتغيَّر فقط، حتى تعمل القوَّة الإلهيَّة بكفاءة وتحرِّرنا من الخطيئة وعواقبها.

ومع ذلك، فإنَّ العدوَّ لا يتخلَّى عن "عبيدِه السَّابقين". فهو يحاول استعادتهم، ينفِّذ خطَّته في إعادتهم إلى "قفصهِ". ولكي يحدث هذا، يبدأ الشَّيطان في الإغراء بكلِّ الطُّرق، فيشوّق الإنسان إلى أخطاء الماضي. وفي حالاتٍ أخرى، يقدِّم اللَّذة والسِّلع والمكانة، وكلَّ من لم يثبت في الإيمان يقع في "حكايته" الكاذبة. وبالتَّالي، يبتعد كثيرون عن الربِّ.

عندما يشعر شخصٌ ما أنَّه لا داعٍ للإهتمام في خدمة الله، فهو في يد الشِّرير فعلاً. علامة أخرى على رجوعه إلى مملكة الشَّيطان هي شعوره أنَّ السَّهر والصَّلاة لئلَّا يقع في التَّجربة، أمرٌ لا معنى له. وشعورهِ بالنُّضج الكافي لعدم التَّورط في الشَّر. ولكن من لحظةٍ إلى أخرى، يترك نفسه محمولاً بأكاذيب الجحيم. وبالتالي فإنَّ سقوطه الكامل هو مجرَّد مسألة وقتٍ.

الآن، احتقار ما هو صالحٌ- ما حقَّقه يسوع لنا في موته والنِّعمة والحقيقة التي قدَّمها لنا- هو خسارة كبيرة. قد يكون وضعك اليومَ جيدًا، لكن غدًا قد لا يكون كذلك. أسوأ شيءٍ هو أنَّه بمثل هذا الموقف يبدأ العدوُّ في ملاحقة هذا الشَّخص. بعد ذلك، يهرب السَّلام، ويأتي اليأس، وعند أقلِّ توقُّع، تصبح هزيمته حتميَّة. فلماذا تطلب الخسارة المزدوجة مادام لدى الله النَّصر فقط؟

يجب أن نسعى للخير من كلِّ قلوبنا، لأنَّه في لطف الربِّ، لا يوجد ألمٌ ولا معاناة. لقد دُعينا لنحيا ونستمتع بما أُعِدَّ لنا بموت المسيح (يو 10.10 ب). إنَّه شرفٌ عظيم لنا أن نتمتَّع بهذه المكانة المباركة في ملكوت الله. أراد الملوك والأنبياء والعديد من الذين خدموه في الماضي أن يعيشوا هذه اللَّحظة ولم يتمكَّنوا من ذلك (لوقا 10 ، 24). لذلك، كُنْ حكيمًا، وابحث عن الخير، ولا تعاني من أيِّ خسارة على الإطلاق.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز