رسالة اليوم

10/01/2021 - كُنْ حذراً خلالَ أوقات الشَّر

-

-

كُنْ حذراً خلالَ أوقات الشَّر

لأَنَّ الإِنْسَانَ أَيْضًا لاَ يَعْرِفُ وَقْتَهُ. كَالأَسْمَاكِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِشَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ، وَكَالْعَصَافِيرِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِالشَّرَكِ، كَذلِكَ تُقْتَنَصُ بَنُو الْبَشَرِ فِي وَقْتِ شَرّ، إِذْ يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَغْتَةً. (الجامعة12:9)

لا يستطيع الإنسانُ أن يفهم من تلقاء نفسه ما أعدَّه الله له، أو الشَّيطان. فمن الربِّ تأتي العطايا الصَّالحة فقط. وبالتالي، عدم العيش في شركة معه يعني خسارة أشياء كثيرة. أمَّا الشَّيطان فيجهِّز أشياء سيِّئة فقط، والذين لا يسيرون مع العليِّ لا يفهمون ما ينتظرهم وما يختفي وراء التَّجربة. لهذا نحتاج جميعًا إلى النِّعمة الإلهيَّة.
إذا فهِمت الأسماك ما سببَ وجود الشَّبكة في النَّهر أو في البحر، فإنَّها سوف تتجنَّبها. الآن سيحدث نفس الشَّيء للذين شعروا بإحساسٍ خاصٍّ وسقطوا في إغراء علاقة محظورة، أو سرقوا ممتلكات شخصٍ آخر، وهم الآن في معاناةٍ كبيرة. يقول الكثيرون إنَّهم لو تمكَّنوا من العودة بالزَّمن إلى الوراء، لَما فعلوا ما فعلوه أبداً. بالتَّأكيد، كان ذلك بسبب عدم مخافة الله.
الوحي الإلهي موجودٌ لكي يتمَّ قبوله. من يحتقر ما يكشفه العليُّ يمكن مقارنته بمن يفتقر إلى المحاكمة السَّليمة، لأنَّ هذا الشَّخص يرفض نصيحة الربِّ العارف بكلِّ شيء والذي يحبُّه حقًا. هناك كثيرون يقاومون قبول إرشاد الربِّ، ثمَّ يتوصَّلون إلى استنتاج أنَّهم اتَّخذوا قرارًا سيِّئًا. كُنْ حذراً! العدوُّ يريد أن يحرمك من الفرح الأبدي.
تُنصَب شبكة الشَّر بعد نوال نعمةٍ عظيمة، وهكذا قد يأتي سقوط هائلٌ، لأنَّ العدوَّ يجول ملتمساً من يبتلعه هو (1بط٨:٥). لهذا السَّبب، من الأفضل السَّهر والصَّلاة قبل أيِّ موقف حتى ننال ما يأتي من الله بفرح. على العكس من ذلك، فإنَّ الذين يقعون في فخِّ الشَّيطان يجب أن يتشدَّدوا وينهضوا بقوَّة ويعودوا إلى حياة الشَّركة مع الربّ.

ينصِبُ الشَّيطان فخاخه بصفته صياداً شرِّيرا لتقييدنا في أنشطة الحياة اليومية. فهو لا يريد أن يرانا نرنِّم فرحًا، بل مملوئين حزناً داخل قفصهِ. لذلك إن كان هناك شيئاً يجب أن نهتمَّ به فهو مكانتنا في المَسيح. حتى لو كنَّا جزءًا من ملكوت الله، فإنَّنا ننسى مرَّات عديدة أنَّنا نعيش في هذا العالم أيضاً، حيث يعمل الشِّرير لتحقيق أهدافه القذرة.
لذلك من الأفضل ألَّا تسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لاْ تقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَا تجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتكُ، وَفِي نَامُوسِهِ تلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. (مز١: ١-٢). تبحثُ "المرأة الزانية" عن نفوس ثمينة عادةً، وأنت أحدُ أهدافها المُحتملة بلا شكٍّ (ص 30.20). لذلك لا تبدِّد السَّعادة التي أعدَّها الآبُ لك، كي تتمتَّع بها إلى الأبد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز