رسالة اليوم

08/01/2021 - ناجحٌ أم مهزوم؟

-

-

إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ. (يوحنا17:13)

عندما تتعلَّم الرِّسالة التي تُعلنها كلمة الله، سيُظهِر موقفك من إعلانِها ما إذا كنت ستنجح أم ستُهزم. إذا تجاهلت الكلمة بقصدٍ أو رفضتَ قبول ما تقوله، فهذا يعني أنَّ العدوَّ قد تمكَّن من خداعِك بالفعل. أولئك الذين يجتهدون في تنفيذ الوصيَّة الإلهيَّة، على الرُّغم من المعارضة التي يواجهونَها، سيكونون في الجانبِ المُنتصر.
كان من المُمكن أن يتأقلم إبراهيمُ مع عقم سارَّة. بالنِّهاية، لقد صلَّى، والله لم يشفِ زوجته حتى ذلك الحين. ولكن وُجدَ يقينٌ في قلبه أنَّ العليَّ لم يخلق امرأته لتكون بلا ثمرٍ. فتيقَّن بعزمٍ تامٍّ، أنَّ الله الذي وعدَه بابنٍ، كان قديراً للوفاء بوعدِه، لم يترك إيمانه يضعف على الرُّغم من أنَّ سارَّة كانت مًسِنَّة جدًا، بل أعطى المجدَ للقدير.
كذلك أيضاً، كان من المُمكن أن يعودَ داودُ ليعتني بغنمِ أبيه، لأنَّ الملكَ حسَدَه وأراد قتله بكلِّ الوسائل. لكنَّه آمنَ في قلبهِ بكلمة الله، فوقف ضدَّ شاول القويّ وخرجَ منتصرًا. لو عاد إلى حياتهِ القديمة، لَما وُجِدَ لدينا المثالُ الجميلُ الذي تركه في مثابرتهِ، ولا المزامير الرَّائعة المليئة بالإعلانات التي كتبَها.
يُمكن قولُ الشَّيء نفسه عن العديد من خدَّام الله الآخرين، الذين لم يُصبحوا أبطالَ إيمانٍ (عب 11) بالصُّدفة. تمسّكوا بما أمرَهم الربُّ به ولم يتأثروا بأكاذيب الشَّيطان حتى في أسوأ الظُّروف. الفرقُ هو بين الإيمان والطَّاعة لِما يقوله القدير. أولئك الذين ينظرون إلى الكلمة الإلهيَّة يتعلَّمون كيف يجاهدون، وكما كان في أيام الكتاب المقدَّس، استمدُّوا القوَّة من ضعفِهم لينتصروا.
تخيَّل لو أنَّ مريمَ الصَّبية قالت "لا" للمهمَّة التي أوكلَها اللهُ إليها في الأوقاتِ التي عاشت فيها! فإذا حبِلت امرأةٌ عازبةٌ، سوف تُرجم. لكنَّها أخبرَت الملاكَ بتواضعٍ أنَّها قبِلت كلمة الله لتتمَّ في حياتِها (لوقا1: 30-38). يحتاج الربُّ إلى أناسٍ يحبُّونَه أكثرَ من حياتِهم، أناسٌ يستطيعون النُّزولَ وَضَرَبِ أَسَدٍ فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ الثَّلْجِ. (أخبار الأيام الأول22:11) هل ستتمكَّن من فِعلِ هذا؟
لن يُمنح لقبُ البطل أو الشَّهيد لِمن يَحسِب ويَستنتج أنَّه ليس من الصَّواب الطاعة في الوقت الرَّاهن. أولئك الَّذين يُشبهون المُرتزقة عندما يأتي الذئب (يو12:10) لن يتمَّ قبولهم في عائلة الله. الكلمة واضحة أنَّ الجبناء لن يدخلوا الملكوت، لكنَّ البارَّ سيحصل على المدح (رؤ21، 1 - 8). سيكونُ الخَيارُ لك دائماً ضدَّ أيِّ هجوم من العدوّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز