رسالة اليوم

07/01/2021 - أزل الحِجارة من قلبِك

-

-

وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالاً يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ. (متى13: 20-21)

من أهم المواقف التي قد تكون لدينا هي تنظيف قلوبنا من الحُزن والأفعال البغيضة التي تسيء إلينا. يرمي الزَّارع البذرة، والأمر متروك لنا كي نجعل أرضَنا جاهزة للبذرة من أجل تطوير مهمَّتها. على العكس من ذلك، فإنَّ مسؤولية عدم حدوث ما خطَّط له الربُّ ستكون مسؤوليتنا حصريًا
إذا امتلأت تربتنا بالحجارة، على الرُّغم من أنَّنا قد تلقَّينا البذرة بفرح كبيرٍ، فإنَّ نموَّها سيكون قصيرًا. نسعَد في كلِّ مرَّة تسقط البذرة في قلوبنا، لكن إذا وُجِدت العقبات، فلن تُنجز مهمَّتها. يجب أن يكون فرحنا كاملاً، ولا شيء يجب أن يأخذه منَّا. لذلك يجب إزالة الحِجارة من قلوبنا حتى لا تكون هناك عقباتٌ.

لا يكفي أن نفهم الكلمة ونقبلها بفرحٍ. إذا لم تتمَّ إزالة العثرات والعقبات، فلن تنمو البذرة الإلهيَّة بالكامل. المرارة والضَّغائن والاستياء والكراهية والأشياء المُحزنة الأخرى كلّ يوم تعيق الازدهار الذي قدَّمه الله من خلال كلمته في حياتك. وهكذا، على الرُّغم من أنَّك قد حصلتَ على نعمةٍ عظيمة، بسبب هذه المشاعر، لن تكون قادرًا على رؤية العمل الإلهي كاملاً.

يجب أن تتأصَّل كلمة الله في حياتنا من أجل تحقيق كلِّ ما من المفترض القيام به. لذلك إن لم تسهِّل تربة قلوبنا نموَّ الجذر، بوجود حجارة صغيرة فيها، فلن تتعمَّق البذرة وستحترق. بعد ذلك، لن يدوم الفرحُ كثيرًا، وستعود أعراضُ عذابنا. يرسلُ الربُّ البذرة لكي تنتج ثمارًا تدوم إلى الأبد.

يحذِّرنا الكتاب المقدَّس من أنَّه لن يكون لدينا أوقاتٌ سعيدةٌ دائمًا (يو33:16ب). ستبذل قِوى الجحيم كلَّ ما في وسعِها حتى لا يعيش أبناء الله بحسب إرادة الآب. وهكذا في معظم الحالات، يتركنا أصدقاؤنا، ولن يوافق أقاربنا على قرارنا بالسَّعي للعيش في محضر الله. ولكن هذا ليس خطأهم. الحقيقة هي أنَّ الضِّيق والاضطهاد ضروريان لنا كي ننمو في الإيمان.

لهذا يشعرُ شخصٌ ما بالإهانة بسبب شيءٍ ما حدث له، وهذا دليلٌ على أنَّ أرضه مليئة بالحجارة. أمَّا بالنسبة للذين لديهم تربة جيِّدة في قلوبِهم، لا يهمَّ ما يفعله النَّاس. حتى لو أضرُّوا بهم، فلن يتخلُّوا عن إيمانِهم بيسوع. أولئك الذين يتعرَّضون للإهانة يُظهِرون أنَّهم لم يجهِّزوا الأرض للبذور الثَّمينة والقويَّة الآتية من الآب.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز