رسالة اليوم

06/01/2021 - ما يُظهِره الله

-

-

لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي». (أعمال الرُّسل16:9)

عُرِف شاولُ الطَّرسوسي بأنَّه مضطهدٌ للكنيسة المسيحيَّة، ولكنَّه التقى بالربِّ يسوع وتحوَّل وهو في طريقه إلى دمشق. هذا يدلُّ على أنَّ الذين يعارضون الإنجيل اليوم قد يبشِّرون بالكلمة الإلهيَّة غدًا. شعرَ بولسُ بمدى الألم الجسدي، وفي نفس الوقت، كم هو مُجزٍ أن يتألَّم من أجل الله المحبِّ. عسى أن يخدم أمثاله جميع خدَّام العليِّ، لأنَّ الشَّيطان سيحاول إسكاتَ صوت أبناء الله.

شهد جسدُ المسيح استشهاد الكثيرين من أعضائِه على مرِّ الأجيال. كان دمُهم مثل البذرة، فعندما "يسقط" أحدهم، يقبل آخرون الإيمان وهكذا يستمرُّ العمل. يجب أن نكون في حالة ترقُّب دائماً على الرُّغم من أنّنا في أوقاتِ سلام، لأنَّ العدوَّ لم يتُب ولن يفعل ذلك أبدًا. سيَستخدم بعضَ أجناده لاضطهاد الذين يقومون بالعمل الإلهيّ، لأنَّ أسلوب عمله دائمًا هو نفسه.

هناك أشياء لا نرغب في حدوثِها؛ ومع ذلك فهي ضروريَّة لتقدُّم رسالة الخلاص. لهذا السَّبب، الذي اُختير ليتألَّم لا يجب أن يتمرَّد على الخطة الإلهيَّة. قد تكون معاناة الكثيرين هي الطريقة الوحيدة لجعل الآخرين يجدون طريقهم. ومع ذلك، هناك شيءٌ واحدٌ مؤكَّد: أنَّ الذين تألَّموا بسبب محبَّة الإنجيل سينالون مكافأة عظيمة من الربّ.

كان يسوعُ واضحًا عندما أخبرنا أنَّنا سنُضطَهد. فمادام كان هناك أناسٌ اضطهَدوا الربَّ، فلماذا لا يوجد أناسٌ يزعجوننا أيضًا؟ لذلك، ليس من غير الطبيعي أن يقوم عليك الاضطهاد، لأنَّ الكتاب المقدَّس يقول أنَّ هذا متوقَّع بالفعل لكلِّ من يرغب في أن يعيش حياة التَّقوى (2 تيمو١٢:٣). ورغم ذلك، هناك أمرٌ آخرٌ مؤكَّد: لن تقوى أبوابُ الجحيم على الكنيسة (مت 16، 18 ب).

إنَّ رسالة الخلاص تُرعِب الشَّيطان، لأنَّه بمجرَّد أن يبدأ شخصٌ ما باستخدام اسم يسوع، تحدث نفس المعجزات التي حدثت في أيَّام تجسُّد الربِّ مرَّة أخرى. وهكذا يبتعد الكثيرون عن طرقهم الشِّريرة. وهذا هو السَّبب الذي يجعل العدوَّ يدفع عبيده لاضطهاد القدِّيسين الذين يسعون إلى إتمام الوصيَّة الإلهيَّة فقط. ولكن عارٌ على الذين يعملون مع الشَّيطان، لأنَّهم سيدفعون ثمناً باهظاً.

يجب أن نستعدَّ لأيَّام اضطهادٍ آتية على الرُّغم أنَّنا نعيش في أوقاتِ سلام، لئلَّا يُفاجأ البعضُ بما سيحدث. قد تصبح المعركة أكثر خطورة وشراسة، ويبدو من المستحيل الفوز بها تقريباً. ولكنَّ إلهنا وعدَ أنَّه لن يتركنا أبدًا (تث٨:٣١). إذا كنَّا مع الربِّ فلا داعي للقلق بشأن ما سيأتي غدًا، لأَّنَّ قوَّة العليِّ ستساعدنا في كلِّ شيء.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز