رسالة اليوم

04/01/2021 - يوجد الشَّرٌّ فقط في القلبِ المنحرِف

-

-

طَرِيقُ رَجُل مَوْزُورٍ هِيَ مُلْتَوِيَةٌ، أَمَّا الزَّكِيُّ فَعَمَلُهُ مُسْتَقِيمٌ. (أمثال8:21)


لماذا يكتشف الإنسانُ ما يريد الربُّ إنجازه، ثمَّ يترك نفسَه في قبضة شيطان التَّمرد ولا يفعل مشيئة الله؟ عندئذٍ يتصرَّف هذا الشَّخص مثل أسوأ حيوانٍ شرسٍ، لأنَّه يرفض القيادة بالنُّور الحقيقي. لا يهمُّ الوضع الذي لديه. إن لم تكن حياته موجَّهة بتعليم الله، فلن يَخرج شيءٌ صالحٌ من شفتيه. علاوةً على ذلك، فإنَّ من يتبع البعيدين عن الله سيكتشف أنَّه اتَّخذ القرار الخاطئ في النِّهاية.

لا خير يُمكن أن يخرج من هذا الشَّخص حتى لو كرَّس نفسَه لفعل الخير، وكلَّما جرَّب أن يفعل شيئًا، يضرُّ أو يؤذي أحدًا ما، يفعل ذلك لأنَّ عقله ليس من الربِّ. لذلك كُنْ حذراً جداً معه، فقد يفعل ضِدَّك أشياء مروِّعة لأنَّ من لا يتبع طريق السَّلام يرى مصلحته فقط.

وكذلك أيضاً، من يتشبَّه بشخصٍ فاسدِ السُّلوك، يرتكب خطيئةً أعظم، لأنَّه يسيرُ في طريق الموت. هذا هو أحدُ الأسباب التي تجعلنا نكرز بالإنجيل. في الواقع، يختارُ الكثيرون الشَّر لعدم معرفة العليِّ والخطة التي لديه لكلِّ واحدٍ منَّا.

هؤلاء النَّاس بحاجةٍ إلى أن يتمَّ توجيهُهم للاستماع إلى صوت الربِّ، حتى يتمكَّنوا من فهم الغرض الإلهي. إنَّ الإشارة إلى شخصٍ ما يفهم إرادة الآب ويفعلُ بها، هي طريقته للعيش السِّلمي. تشبه الكرازة بالإنجيل في كثيرٍ من الجوانب عمل صُنع السَّلام بين القبائل البدائية. هناك مواطنون صالحون يمشون عبر الغابات للعثور على قبائل غير مسالمة، وبكثيرٍ من الصَّبر، فإنَّهم يساعدون ببطءٍ هؤلاء الأشخاص الذين ضلّوا مع مرور الوقت، ولا يعرفون أيّ فكرة عن الحضارة، حتى يَسمحون لهم بالمساعدة. نحصل على إنجازٍ أعظم، لأنَّنا نقود غير المسيحيين إلى الخلاص.

اليوم، بدون ضجَّة كبيرة، هناك عددٌ كبير من خدَّام الله يكرِّسون أنفسهم لنقل الكلمة إلى أناسٍ تورَّطوا في الجريمة، في المخدّرات، في الأفعال الجنسية القذرة، أو في سلوكيات خاطئة أخرى. يدفع البعضُ ثمناً باهظاً لإطاعة وصيَّة الربّ، لكن ما يهتمُّون به هو نقل رسالة الحياة إلى الذين استعبدهم العدوُّ.

لذلك، رغم وجود خطر الموت أو أيِّ تضحية أخرى، فإنَّ هؤلاء النَّاس لا يستسلمون ويقومون بأرقى عملٍ عرفه العالم. لا شكَّ أنّ هؤلاء الخدَّام لا يبحثون عن التَّصفيق ولا حتى عن اعتراف السُّلطات. إنَّهم يهدفون إلى المكافأة التي سيمنحها لهم مخلِّصهم.

إنَّ العمل الذي يقومون به هو دليلُ طهارتهم أمام الله، وأنَّ مكافأتهم ستكون أبدية. في المِثال الذي يقدِّمونه، لا شيء يجعلهم يخجلون.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز