رسالة اليوم

31/12/2020 - ليسَ بروحِ الله

-

-

فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا ضَرَبْتَ أَتَانَكَ الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟ هأَنَذَا قَدْ خَرَجْتُ لِلْمُقَاوَمَةِ لأَنَّ الطَّرِيقَ وَرْطَةٌ أَمَامِي. (العدد32:22)

اعتبر بلعامُ نفسَه نبيًّا ورجل الله، لكن كلَّ هذا كان خداعًا، لأنَّه كان مأجوراً. في الوقت الحاضر، يعتبرُ بعضُ النَّاس أنفسَهم خدَّامًا للعليِّ أيضاً، لكنَّهم يحتفظون بأسرارٍ في قلوبِهم ترضي الشَّيطان. والدَّليل على أنَّك تنتمي لله هو الشَّهادة التي يقدِّمها الرُّوح القدس لقلبك. إذا لم تتعلَّم من الربِّ، فأنت بحاجة إلى إعادة تقييم نفسك.

أولئك الذين ينتمون إلى الله ممتلوؤن بالرُّوح القدس ويعيشون كأناسٍ أبرياء، لا يتبعون الشَّر، ولا يرغبون بأيِّ سوءٍ للآخرين، ويسعدون بمراعاة الوصايا التي يتلقَّونها من الربِّ. أمَّا الأشرار فلديهم أسرارٌ لا يُخبِرونها لأحدٍ، وهم أساتذة في فنِّ الخداع، ويَسعَون وراء الرِّبح والمُتعة الشَّخصية في كلِّ ما يتكلَّمون أو يتصرَّفون بهِ.

أمثالُ بلعام لا يضربون الحميرَ فقط. بل يضربون الذين يخدمون الله أيضاً. علاوةً على ذلك، لا يُبدون أيَّ ندمٍ على مواقفهم. يُمكنهم الاحتفاظ برواتبِ موظَّفيهم، وعدم دفع الضَّرائب المُستحقة عليهم، ولا يزالون، دون أيِّ إحراجٍ، يتَّهمون الذين تمَّ ضبطُهم بارتكاب خطأٍ ما. العليُّ يرى كلَّ شيء، فلن يفلتَ هؤلاء الأفراد من العِقاب. لا يستطيعُ أحدٌ أن يختبئَ من المُبصِر لكلِّ شيءٍ.

أرسلَ القديرُ ملاكه للقاء النَّبي المأجور. كانت الزِّيارة من ذلك الكائن السَّماوي فِعل رحمةٍ، لئلَّا يُخضِع بلعامُ نفسَه للشَّيطان الذي أراده أن يُلعَن. وعندما حاول النَّبي عبثًا أن يتصرَّف كما يريد العدوُّ، أوقِفَ ثلاث مرَّاتٍ. وبما أنَّه لم يمتلك رؤيةً من الله، فقد ضربَ الحيوانَ الذي خدَمه. إذا حدث خطأ ما معك، أليس من الأفضل استشارة العليِّ؟

عِشْ بطريقةٍ يلاقيك فيها ملاكُ الله لخيرِك. وهكذا ستُفتح لك الأبواب تلقائيًا تقريبًا. لن يكون هناك لومٌ في ضميرك، ولا حتى حزنٌ طفيفٌ. إنَّ العلامة التي تُثبت أنَّ الله يرشدك هي الفرح المقدَّس الذي يتماشى مع كلِّ مواقفك. فعندما يقود الله شخصًا ما، يفرح خصومَه معه أيضاً.

اسعَ للعيش بطريقةٍ لا تنحرف فيها طرقك أبدًا. انظر إلى الوصايا، وإذا تعثَّرت في أيٍّ منها، فلن تُعطى لك بركة الربِّ. لا يُمكن لله إلَّا أن يبارك من يحترم قوله. لا تشتهي أن تتبنَّى طرق الخطية والكذب والإثم.

اطلب في كلِّ لحظة أن تكون ثيابك بيضاء ومطهَّرة في دم يسوع. وهكذا سيَحلُّ ملاك الربِّ حولك وسيخلِّصك دائمًا، لأنَّك توقِّر القدير.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز