رسالة اليوم

29/12/2020 - لا تجعل الربَّ خصماً لك

-

-

مُبَطِّلٌ آيَاتِ الْمُخَادِعِينَ وَمُحَمِّقٌ الْعَرَّافِينَ. مُرَجِّعٌ الْحُكَمَاءَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَمُجَهِّلٌ مَعْرِفَتَهُمْ. (إشعياء25:44)

سيفعلُ الله أربعة أشياءٍ على الأقلِّ ضدَّ خِطط الشِّرير. لذلك الذين لا يسمحون لخالِقهم بتعليمهم هم أناسٌ غير سُعداء، لأنَّهم لا يمتلكونَ نوراً في حياتِهم. والذين يتصرَّفون بهذه الطريقة يُشبهون الطفل الذي يقرِّر مغادرة منزل والديه في ليلةٍ عاصفةٍ، ويمشي في غابةٍ كثيفة مليئة بالحيوانات البرِّية. كان من الأفضل لو بقيَ هذ الطفل في منزل عائلته، أليس كذلك؟
كلمة الله هي الحقّ. وبالتالي من يختلِق لنفسه أو للآخرين أشياء غير موجودة هو مجرَّد مخترع للأكاذيب. فأيُّ مستقبل سيكون لهذا الشَّخص؟ لا شيء على الإطلاق، لأنَّ كلَّ ما يفعله لن ينجحَ. حتى لو كان هذا الشَّخص بارعًا في النُّطق وبليغًا في الكلام، قائلاً أشياء تُعتَبر جيِّدة للنَّاس، لكنَّ الله يعلن إبطال آياتهِ. وإن كان هذا الشَّخص يمتلك مساعدةً من الشَّيطان، فهذا أسوأ.
يسمحُ بعض النَّاس للشَّيطان أن يستخدمَهم للتَّنبؤ بحقائق وأشياء عدَّة. في البداية، يشعرون أنَّهم وَجدوا مصدراً للنَّجاح. بعضُهم يسيء استخدام قانون الاحتمالات، ويعملون لمعرفة ما قد يحدث. آخرون يفعلون ذلك بإلهامٍ من الشِّرير. إذا نجحوا في "التنبؤ"، فإنَّهم يطالبون في منحهم لقب ( العرّاف). مساكينٌ وبؤساء، لأنَّهم سيُصابون بالجنون جميعاً!
على سبيل المثال، في الكلّيَّة، يبرز المراقب الجيّد وسط الذين يشتهرون بالحكمة. بالنتيجة، العِلم ما هو إلَّا تراكم المعرفة؟ وبما أّن هذا المواطن يُعتبر خاصًا لمن لم يتعلم شيئًا، فإنَّه يقدِّم آراءه وكأنَّها حقيقة، ويقول إنه لا يؤمن بوجود الخالق. يؤكد الربُّ أنه سيُبطل حكمة الفهماء.
يا له من وضعٍ مثيرٍ للشَّفقة! بعد تعلُّم أشياء قليلة، هؤلاء النّاس يتحدَّون كلِّي العلم، خالق الوجود الذي صنع كلَّ شيءٍ بكلمة قدرتهِ (تك 1: 2). حدث تصرُّفٌ مشابه في العصور الوسطى، عندما سخرَ الحكماء من الكتاب المقدَّس لتعبير إشعياء أنَّ الربَّ هو الجالس فوق كرة الأرض (أش٢٢:٤٠)، ومن أجل كلام أيوب، أَسْفَلُهَا ( الأرض) يَنْقَلِبُ كَمَا بِالنَّارِ (أيوب 28: 5).

للأسف، هناك أناسٌ يصرُّون على التَّمرُّد ضدَّ الحق. لا يعرفون أنَّ مستقبلهم قد يصبح سعيداً، لأنَّهم مخلوقات أبدية. ولكن بسبب تمرّدهم، لا يقبلون الخلاص الذي أُعطي لهم من خلال المسيح، وسيُعذَّبون إلى الأبد.
سوف يخزى هؤلاء حتى لو وسَّعوا عِلمهم إلى أقصى الحدود، إلى قمّة ما يُمكن تحقيقه. لكنَّهم سوف يتَّخذون الخَيار الأفضل جميعاً إذا تنحَّوا عن قاعدة الشَّر، واعترفوا بتواضعٍ أنَّهم ليسوا أكثر من غبارٍ زائلٍ. ولله المجد كلّهِ!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز