رسالة اليوم

20/12/2020 - يستمرُّ الوحي

-

-

هذِهِ هِيَ كَلِمَاتُ الْعَهْدِ الَّذِي أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى أَنْ يَقْطَعَهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَرْضِ مُوآبَ، فَضْلاً عَنِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ فِي حُورِيبَ. (تثنية1:29)

يجب أن يكون تسبيحُنا للربِّ ديناميكيًا، كما يجب أن تكون علاقتنا معه. يمنحنا الربُّ إعلاناتٍ جديدة دائماً، لذلك فإنَّ الذين لا ينفتحون على التَّعاليم الجديدة لن يعرفوا ماذا يفعلون عند مواجهة التَّحديات. الله يعلمُ كلَّ شيء وبسبب ذلك يعرف كلَّ خطوة يخطِّط لها الشَّيطان ليبعدنا عن طرقه. ولكن إذا بقينا يقظين، كما علَّمنا يسوع (متى41:26)، فسيُظهر لنا أفضل طريقة لتحرير أنفسِنا من هجمات العدوِّ.

أكَّد المسيحُ لتلاميذه أنَّه سيقول لهم أشياء أخرى، لأنَّهم لن يكونوا قادرين على التَّعامل معها في تلك اللَّحظة (يوحنا12:16). لا شكَّ أنَّ هذه الأشياء ستساعدنا في التَّغلب على التَّجارب. تعمل "مدرسة" الرُّوح القدس مثل المدرسة الابتدائية تمامًا: في العامين الأوَّلين نتعلَّم كيفية الجمع والطرح والضَّرب والقِسمة؛ ثمَّ نتعلَّم الجبرَ والهندسة وأشياء أخرى.

أفضل طريقةٍ لتحقيق النموّ بعلاقتك مع الربِّ هي أن تبذل كلَّ ما في وسعِك لتعلُّم ما أعطاك إيَّاه بالفعل. إذا لم تكن قد تعلَّمت العمليات الحسابيَّة الأساسيَّة الأربعة بعد، فكيف تتوقَّع أن تفهم نظرية فيثاغورث والدُّروس المتقدِّمة الأخرى؟ تحدَّث يسوع عن إرشادٍ جديد، لأنه سيكون هناك وقت يتعيَّن علينا فيه إخراج جُددٍ وعُتقاء من كنزِنا (متى52:13). كلُّ ما يعلِّمك إيَّاه اليوم لا يقلُّ أهميَّة عمَّا علَّمك إيَّاه عندما سلَّمتَ حياتك له.

الحقيقة هي أنَّ العدوَّ لا يكِفُّ عن تجربتنا. لذلك من الضَّروري أن يكون لدينا قلبٌ مفتوحٌ وأن نستمع إلى توجيهات الربِّ حتى لا نخسر أيَّ معركة. اعتمدَ الذين انتصروا في أزمنة تدوين الكتاب المقدَّس على الله في كلِّ خطوة. وعندما فشِلوا في طلبِ مشورتهِ انهزموا. مهما كان ما عليك أن تقرِّره، اسأل الربَّ عن التَّوجيه أوَّلاً، وسيتحدث إليك من خلال كلمتهِ.

هناك شيءٌ خطيرٌ للغاية يؤثِّر على معظمِنا نحن المسيحيين: عندما تقودنا مشاعرُنا. اتَّخذ علم النَّفس، من نواحٍ عديدة، مكان المَسحة الإلهيَّة: قادة العبادة الذين يمكنهم أن يجعلوا النَّاس يتأثَّرون بالتَّرانيم التي ينشدِونها والصَّلوات غير الصَّادقة- يقولُ الكثير من النَّاس أنَّ هذا هو عمل الله. حسنًا، الربُّ يجعل نفسه حاضرًا عندما يُعلَن ما هو مكتوبٌ، أو من خلال إرشادٍ جديدٍ من الكلمة؛ هذا ينيرُ أرواحنا ويعطينا التَّوجيهات لاتخاذ قراراتٍ جيِّدة.

من ناحيةٍ أخرى، هناك الخدمة الفكرية المُخطَّط لها في أذهانِنا وليس بالرُّوح القدس. يصبح النَّاسُ متشكِّكين للغاية ويُقادون إلى عدم اتِّخاذ القرارات إذا لم يكونوا متأكِّدين من أنَّها ستنجح مسبقًا. وهذا يُطلق عليه "الرؤية قبل الإيمان"، وهذا ليس كتابيًا على الإطلاق. فالطريق الصَّحيح هو "آمِن ترى"، وهذا سيجعل القوَّة الإلهيَّة موضِع التَّنفيذ. كِلا العواطف والخدمات الفكرية آتٍ من العدوِّ. يحقِّق الله الأشياء التي يَعِد بها فقط.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز