رسالة اليوم

16/12/2020 - كانت الأخبار السَّارة هي الأفضل

-

-

وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «يُوسُفُ حَيٌّ بَعْدُ، وَهُوَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». فَجَمَدَ قَلْبُهُ لأَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ. (التكوين26:45)


كاد يعقوب أن يموت عندما أخبرَه أبناؤه بما حدثَ ليوسُف. مرَّت سنواتٌ عديدة وما زال يجهلُ الحقيقة. إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى النَّاس يتعرَّضون للخداع، خاصَّة عندما يكون هؤلاء نساءٌ ورجالٌ لله؛ لذلك، أولئك الذين يتسبَّبون في ذلك، هم في خطرٍ كبير. ومع ذلك، فإنَّ الله رائعٌ إلى حدِّ "حماية" المُخادعين أيضاً معطياً إيَّاهم فرصة للتوبة.

دفع الحسَدَ إخوة يوسُف لمحاولة قتلهِ، وبعد ذلك، باعوه ب 20 قطعة نقدية فضيّة، لمجموعةٍ من الإسماعيليين- الذين حصَلوا على صفقةٍ كبيرةٍ في سوق العبيد المصري ببيعهم ابن الله. لم يستمع إخوةُ يوسُف لضميرهم ولا لصوتِ الله! بطريقة قاسية وخبيثة، كذبوا على والدهم، الذي يمتلك البركة.

بعد سنواتٍ عديدة، لم يعرفه إخوة يوسُف عندما ذهبوا لشراء القمح في أرض فرعون. حتى الأموال التي خبَّأها عبيد يوسُف داخل عِدالهم لم تجعلهم يتذكرون الأموال التي كسبوها من بيع أخيهم. لم تسمح لهم قلوبهم القاسية أن يتخيَّلوا مكان تواجد يوسُف، عندما ذهبوا إلى مِصر لشراء القمح.

بعد أن رأوا أنَّ الخطيئة لا تستحق العناء أبدًا، وأنَّ الله قد تمَّم ما قاله لهم يوسُف، تابوا وبَكوا مع الذي بيعَ وأصبح رئيس وزراء أغنى دولة في العالم في تلك الأيام. ثمَّ ذهبوا بفرحٍ لإخبار والدِهم بالبشارة. عندما غفر يوسُف لهم جميعًا، أزيل ثقلٌ كبيرٌ عن ظهورهم.

كان هذا أفضل خبرٍ يُمكن أن يتلقَّاه يعقوب على الإطلاق؛ عندما سَمع أنَّ يوسف لا يزال على قيد الحياة، بدأ قلبه ينبض بسرعة لدرجة أنّه كاد يموت. لكنَّ الحقيقة هي أنه لا يمكن أن يموت، لأنَّه كنبيٍّ، كان مسؤولاً عن نقل البركة إلى أبنائه- بمن فيهم يوسُف. لن نعرف أبدًا ما حدث في قلبِ يعقوب عندما أعطاهم بركته. أتساءل عمَّا إذا كان لا يزال ينتظر عودة ابنه، وهذا هو السَّبب الذي جعله يشعر بالدَّهشة.

كان يعقوبُ متحمِّسًا جدًا لأنَّ الربَّ القدير لم يسمح له أو لابنه بالموت قبل الكشفِ عن الحقيقة. وبهذه الطريقة، أكَّد أنَّ الله الذي اعتنى به والذي تعاهد معه في بيت إيل كان أمينًا. رأى في قلبه أنَّ أحلام يوسُف كانت نبويَّة، وبسبب ذلك كاد أن يُغمى عليه بسبب الفرح الذي امتلك قلبه.

من الأمور التي تبرز في هذه القصَّة أنَّ الذين يدعوهم الربُّ يمكن أن يواجهوا أسوأ المِحَن والشَّدائد، لكنَّهم سيرَوا عدالة الله تحقق ما وُعِدوا به. إنَّ الربَّ أمين وسيحقِّق كلَّ ما أعلنه. كُنْ حازماً وشجاعاً وجاهد حتى النِّهاية لأنَّ الآبَ يعمل بالفعل.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز