رسالة اليوم

30/11/2020 - نهاية الحماقة الدِّينية

-

-

لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ». (1كورنثوس19:1)


الموقف الأكثر حماقة الذي يُمكن أن يقومَ به شخصٌ ما هو أن يكون حكيمًا وفقًا لفهم الآخرين. يجب أن يكون الإله الكليِّ العِلم، الذي خلقَ كلَّ شيء هو الوحيد الذي يوجِّه أعمالنا، وهو يفعل ذلك من خلال كلمتهِ. ومع ذلك يصِرُّ الكثيرون على التصرُّف وِفقًا لأفكارهم الخاصَّة، على الرُّغم من أنَّ الرُّوح القدس يتحدَّث إلى قلوبهم عندما يقرؤون الكلمة أو يستمعون إليها. يهلك الربُّ كلَّ ما بُنِيَ بعيداً عن إرادته.

أتساءل كم عدد المشاريع الباهظة الثَّمن التي لن تكون ذات فائدة؟ وماذا نقول عن الذين كرَّسوا حياتهم لموقف دينيّ، وتعرَّضوا للكثير من المعاناة، وفي النِّهاية يُدركون أنَّ كل ذلك كان هباءً؟ قال يسوع: أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي (يو٣٠:٥). فما يعطينا إيَّاه الربُّ هو العمل الذي يستعدُّ لإنجازه.

في البداية، نميل إلى الاعتقاد بأنَّ إعلان بولس يشير إلى عمل العلماء والحكماء حول العالم. هؤلاء الأشخاص يقومون بعمل رائع في إيجاد أدوية ومعدَّات جديدة لعلاج الأمراض، وكذلك المبادئ التي تحسِّن نوعية حياة الإنسان. من الجدير أن نقول أنَّنا، نحن البشر، لا نخلق شيئاً، لكنَّنا نجد ما أعطانا إيَّاه الربُّ فقط من أجلِ سلامتنا وتقدُّمنا.

فيما يتعلَّق بالعمل الإلهي، يجعل الشَّيطان الكثير من الناس يفعلون مشيئتهم، بدلاً من النَّظر إلى الله. سيتحمَّل هؤلاء الأشخاص المسؤوليَّة عن الخسارة والتَّحامل الذي يسبِّبونه للآخرين. يجب على الذين يستخدمهم الشَّيطان أن يفتحوا قلوبهم للآب، أفعالهم، التي لا قيمة لها وسيتمُّ التَّخلص منها.

يجب ألَّا يسمح أبناءُ الله للشَّيطان باستخدامهم. يجب أن يتكلَّموا جميعًا نفس اللغة وأن يهربوا من المُشاجرات (1 كورنثوس١٠:١)، التي تعيق عمل الربِّ. لن يتمَّ الحصول على وحدة المخلَّصين إلَّا إذا كان هناك احترامٌ لكلمة الله. مهما كانت الكنيسة التي نذهب إليها. يجب أن تكون الوحدة هدفنا دائمًا. بهذه الطريقة، سيُكمل الشَّعب المقدَّس المهمَّة النَّبيلة التي أوكِلت إليه.

تتواجد الخلافات عندما لا يرغب النَّاس في أن يكونوا خدَّاماً. أولئك الذين يحوِّلون الوعاظ إلى أصنام يساعدون الشَّياطين على وقف نمو العمل الإلهيّ. إذا كنت مرتبطًا بطريقة أو بأخرى بقيادة العدوِّ، فاكسر هذا الرَّابط الآن؛ إذا لم تفعل ذلك، ستعاني من خسارة كبيرة عندما يدمِّر الربُّ "حكمة الحكماء" ويلاشي "فهم الفهماء".

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز