رسالة اليوم

28/11/2020 - شاهِد أرضك

-

-

قُمِ امْشِ فِي الأَرْضِ طُولَهَا وَعَرْضَهَا، لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا». (تكوين17:13)

بعد أن كاد يفقد إبراهيمُ زوجته في مِصر (تك. 12: 10-20)، قرَّر وضع حدٍّ لكل ما أعاق سلامَه. فدعا ابن أخيه لوط، واقترح أن يمشوا كلٍّ بطريق منفصل، لأنَّ رعاتهم كانوا في معارك مستمرَّة. ولم ينزعج إبراهيم من اختيار لوط أفضل الأراضي بجوار نهر الأردن. لأنَّ الربَّ عيّن إبراهيم ليشهد الأرض التي ستُعطى له.

ما حدث في مِصر ميَّز حياة إبراهيم إلى الأبد. كان يخشى أن يأخذ فرعون زوجته، وهذا ما حدث (الآية ١٤ ، ١٥). لابدَّ أنَّ إبراهيم عانى كثيراً؛ ومع ذلك في الوقت نفسه، أثبت أنه يثق بالربِّ خلال تلك الفترة من التَّجربة، ونتيجة لثقته، منع الربُّ فرعون من أن يلمس زوجة إبراهيم سارَّة.

عندما عاد من أرض سام، أدرك إبراهيمُ أنَّ رعاته يتشاجرون مع لوط. فقرَّر وضع حدٍّ لهذه المسألة. لم يجد طريقة ليتصالح مع رعاة لوط. وإن لم يكن لديه سلام، فسيجد أعداؤه نقاط ضعفه. ولكن إذا صحَّح الأمور مع ابن أخيه، فسيعيش إبراهيم حياة مليئة بالسَّلام.

وبطريقة واضحة للغاية، اتَّصل إبراهيم بابن أخيه لوط واقترح عليه الانفصال. بما أنَّ إبراهيم كان يقدِّم العرض، ترك لوط يقرِّر ما هو الأفضل بالنِّسبة له. لكي يتمَّ الانفصال بشكلٍ جيِّد ولا يؤدّي إلى أيِّ سوء فهم، يجب علينا إظهار الخيارات لنظيرنا، والسَّماح له بتحديد ما هو الأفضل بالنِّسبة له. أولئك الذين يتصرَّفون بطريقة صحيحة لا يتركون مساحة للشُّكوك. أسوأ ما يُمكن أن يحدث في هذه الحالة هو أن تجعل الآخرين يرتابون بك.

عرف لوطُ أنَّ إبراهيم رجلٌ مبارك. ولكن عندما رأى الأراضي الجميلة والصَّالحة بجانب نهر الأردن، انفتحت عيناه، وقرَّر الذَّهاب إليها. ذهب إبراهيم إلى الجبال. النَّجاح يتبع أولئك الذين يمتلكون البركة دائماً. لا يهمّ أين يذهبون. يُكرم الله الذين يكرمونه، ولهذا السَّبب يجب أن ندعه يقود حياتنا دائمًا.

وافق الربُّ العليُّ على موقف إبراهيم، وعيَّن إبراهيم ليشهَد الأرض، لأنَّها ستُعطى له. أولئك الذين يضعون أعينهم على الربِّ سيرون أنَّ حبالهم وقعت في النُّعماء (مز. 16: 6). ولكن الذين يخضعون للجشع أو لأيِّ شعور خبيث آخر سيكتشفون أنَّهم لا يفعلون الشَّيء الصَّحيح. لذلك، لا تتذمَّر أبداً بشأن المكان الذي يفرزك الربُّ إليه!


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز