رسالة اليوم

25/11/2020 - عندما لم يسمع اللهُ داود

-

-

فَسَأَلَ دَاوُدُ اللهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْمًا، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعًا عَلَى الأَرْضِ. (2صموئيل16:12)

أجرة الخطية فظيعة جداً. فمن المستحيل الهروب من العدالة الإلهيّة. دافع داود بأقصى ما يستطيعه من أجل إنقاذ طفلهِ، الذي وُلد من زنىً مع بثشبع. بأيَّة حال الله لا يُصغي لمن يمتلكُ إثماً في قلبه. إنَّ الذَّنب الذي يُرتكب ضِدَّ الربِّ هو الأصعب في الغفران. لذلك اطلب العليَّ في حياتك، وعندما تكون بخيرٍ، سيبارك أطفالك في داخلِك (مز 147: 13).

عندما يحذِّرنا الربُّ من شيءٍ ما، يجب أن نتجنَّبه بكلِّ قوَّتنا. يتحدَّث هنا عن الخطيئة، ولا سيَّما خطية الزِّنا، وهي إحدى أسوأ الخطايا التي يُمكِن ارتكابها. الزِّنى يترك بقعة دائمة ونتائج كارثية. في حالة داود، استغلَّ أعداء الربِّ هذه الفرصة للإتهام العليِّ، لكنَّه لم يكن مسؤولاً عن فعل داود.

تُعلن كلمة الله أنَّ ما يزرعه الإنسان، فإيَّاه يحصد أيضًا (غلا 6: 7 ب). الخطيئة سوف تتبع مرتكبها أينما كان. لا أحد لديه عذرٌ لإرتكاب الخطيّة، والذي يغامر بفعلِها لن يبقى دون عقاب. تُعلن العدالة الإلهية عن القصاص لكلِّ من سمح لنفسه أن يُؤخذ بالشَّر ويفعل ما يمليه عليه. لذلك، إذا كنت لا ترغب في أن تأتي هذه المعاناة إلى حياتك، فاهرب من التَّجربة بكلِّ قوَّتك.

أخطأ الملكُ داود، وعندما رأى أن أفعاله الشِّريرة ولدَت طفلًا يعاني من مشكلة خطيرة، طلبَ الربَّ كي ينقذ الطفل. عندما يصل الشَّر إلى شخصٍ عصى الكلمة الإلهيَّة، يكون من الصَّعب جدَّاً خلاصه. يجب أن يتمَّ الاعتراف الحقيقي، وكذلك طلب المغفرة وتصحيح الأمور مع الشَّخص الذي تعرَّض للخيانة.

من تبعات الخطيئة أنّ الله لا يَعد يسمع الشَّخص المُخطئ. ينفصل الشَّخص الذي يمارس الخطيئة عن الله القدُّوس (إش 59: 2). يُمكن للشَّخص أن يبذل كلَّ جهده، ولكن إذا بقيَ صامتًا بشأن ما أخطأ به، فلن يُسمَع، حتى لو كرَّس حياته لعملِ الله. من لا يستمع إلى ما يقوله الربُّ، ويتورَّط في التَّعدي، سيرى أنَّه لم يكن عليه أن يفعل شيئًا كهذا. لا شيء يستحق الابتعاد عن الله!


قبل أن يخطئ الشُّخص، يمتلك شعوراً بأنَّ ما يفعله غير صحيح، لأنَّ الرُّوح القدس يبكِّت على الخطيئة ويُظهر الضَّرر الذي تسبِّبه. ولكن على الرُّغم من أنَّ بعض النَّاس يعرفون أنه يجب عليهم التَّخلي عن فعلِ الشَّر، لكنَّهم يُغلقون آذانهم، ويفعلون الخطأ، ثم يكذبون للتَّغطية على ما فعلوه. في هذه الحالة، من الصَّعب جدًّا الحصول على الغفران.
هناك مخرجٌ واحد فقط إذا أخطأتَ: الاعتراف. لا فائدة من طلب البركة، لأنَّ وجه الربَّ مخفيٌّ عنك، وبالتالي لا يستطيع أن يسمعك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز