الْيَوْمَ كُلَّهُ خَجَلِي أَمَامِي، وَخِزْيُ وَجْهِي قَدْ غَطَّانِي. (مزمور15:44)

كان داود رجلً الله النَّاجح، لكنَّه ابتعد لفترةٍ من الوقت بأكاذيب الشَّيطان ورأى العالم من منظورٍ مختلف. حدث هذا مع الكثير من أبناء وبنات الله؛ حتى القادة العظماء مرُّوا بهذه الأوقات العصيبة. الأسوأ هو عندما يصفون هذه التَّعاسة بالوحي الإلهي وعندما يقبلها الغافلون، ممَّا يسمح للشَّيطان باستعبادهم.

يجب أن تكون حذرًا جدًا بشأن كلِّ ما يحدث في حياتك، بما تسمعه وما تفكِّر فيه. امتلك الشَّيطان بطرس ذات مرَّة- مباشرة بعد أن استخدمه القدير- وقام بانتهار الربِّ يسوع (متى 16: 13-23). وبَّخه المخلِّص على الفور، وعلّمنا درسًا لا يدع العدوَّ يأسرنا في خداعه. كلُّ ما يتناقض مع ما في الكتاب المقدَّس لا يأتي من الله بل من الجحيم.

عندما يبتعد الشَّخص بتأثير كلام العدوِّ، يبدأ في رؤية الأشياء بطريقة مشوَّهة. كُنْ منتبهًا لِما تسمعه أو تراه دائماً! في اللَّحظة التي يُظهِر الشَّيطانُ لك شيئًا يجعلك روحُ الله تشعر أنه خطأ- سواء كان ذلك شيء بذيئ أو حتى نظرة بريئة أو إطراء يمنحه لك شخصٌ ما. يتكلَّم الله فقط من خلال كلمته، وعندما يفعل ذلك، لا يترك أيَّ شكٍّ في أذهاننا.

إنَّ هجمات الشَّيطان مستمرَّة، وكذلك المساعدة الإلهية. العدوُّ لا يجرِّب الذين هم له مسبقاً؛ ببساطة يوجِّههم. ولكن عندما يقترب من المخلَّصين، يقدِّم نفسه كصديقٍ عظيم، وللأسف، يجب أن ندرك أنَّ الكثيرين قد استجابوا له. كم عدد القساوسة الذين قسموا الكنائس لأنَّهم شعروا بوجوب فعل ذلك وإلَّا لن يتمكَّنوا من تحقيق أيِّ شيء؟ في وقتٍ لاحق توصَّلوا إلى استنتاجٍ مفاده أنَّهم لا شيء أمام الربِّ القدُّوس.

هناك العديد من رجال الله الذين استخدمَهم الربُّ بحقٍّ ولكنَّهم اليوم هم أدوات في أيدي العدوِّ بسبب هذا النَّوع من الإغراء. خلُصَ الكثيرون إلى أنَّهم فعلوا الشَّيء الخطأ، لكنَّ العناد لن يسمح لهم بالاعتراف والابتعاد عن أخطائهم. وهم يخطون نحو يوم الدَّينونة بسرعة فائقة، ثمَّ يسمعون حكمهم الصَّادر من السَّيد لأَّن الحكم سيصدر بدون رحمةٍ.

يقولُ البعضُ أنَّ مواقفهم السَّيئة كانت مستوحاة من الربِّ. لكنَّهم لا يستيقظون حتى بعد أن عانوا كثيراً. عندما يكتبون أو يتحدَّثون عن الكذبة التي يعيشون فيها، لا يزال العدوُّ يستخدمهم لقيادة الآخرين إلى القيام بأشياء مماثلة. صلاتي لله هي أن يستيقظوا!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز