رسالة اليوم

05/11/2020 - علامة هامَّة

-

-

أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي». (مزمور8:40)

 

تحذِّرنا كلمة الله: أنَّ ليس كلُّ الذين مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ جَمِيعًا أَوْلاَدٌ.

(رومية 9: 6). لا يكفي أن يكون الفردُ في الكنيسة طوال الوقت، وأن يرنِّم التَّرانيم، ويصلِّي بالطريقة التي يفعلها المسيحيُّون ويقوم بإيماءات الذين يحبِّون الربِّ النَّموذجية. لكن إذا كان هذا الشَّخص لا يقوم بعمل الله بسرور، فهذه علامة على أنّه لم يتغيَّر بعد. يحقِّق الإنسان شبعه فقط عندما يفعل إرادة الآب إذا كان يحفظ الكلمة في قلبه حقَّاً. خلاف ذلك، قد يحاول، لكنّه لن يحصل على فرحٍ حقيقي.

عند سماع الإنجيل لأوَّل مرَّة، يعلم الإنسان أنَّ هذه الكلمة هي الحق. تُظهر الكلمة نفسَها أهميَّتها. يشعر الخاطئ في قلبه أنَّه ضائع، لذا فإنِّ أيّ قرار يتَّخذه سيحدِّد مصيره الأبدي. أولئك الذين يريدون الهروب من اللَّعنة الأبدية فقط يخدعون أنفسهم ويتخيَّلون أنَّهم إذا اعترفوا بيسوع بفمهم فقط فسوف يخلصون. وهم لا يعرفون أنَّ الأمر يتطلَّب أكثر من هذا: فمن الضَّروري أن تؤمن بالقلب (رومية 10: 10)

عندما نختبر الخلاص تُخلق أرواحنا ثانية، فنصبح أبناء الله وأعضاءً في جسد المسيح وجزءاً من الخطة الإلهية. وبالتالي، الحديث عن محبَّة الله، حفظ الوصايا والقيام بما يأمرنا الربُّ به يعطينا السُّرور؛ قضية الله القدير تصبح قضيتنا ويصبح ملكوت الله أولوية بالنِّسبة لنا.

بأيَّة حال، لا يشعر بما نشعر به أولئك الذين لم يولدوا ولادة جديدة. وفي مقارنة بشعة، يُمكننا القول أنَّ الشَّخص الذي لم يُكمِل خلاصه مثل الجنين المُجهَض. لو استمرَّ بنجاح، لكان قد اجتاز نفس الأشياء التي مررنا بها، ولكن بما أنّه لم يولد، فلن يعرف أفراح الحياة أبداً. باتباع نفس المقارنة، يُمكننا القول أنَّ هناك الكثير من "الأجنَّة" التي تتجوَّل في العمل الرُّوحي لله.

السِّر هو أن يكون قانون الله مطبوعًا في القلب حتى تشعر بسرور هائل في تحقيق إرادته. بدون الولادة الثانية، لن يختبر "المسيحيُّون" أبدًا متعة تقديم العشور، والتحدُّث عن محبة الله للضَّالين، وإخراج الشَّياطين ورؤية الخطاة وهم يقبلون الآب. بالنِّسبة لهذا الشَّخص، ما يهمُّ هو أنَّ كنيسته هي الأكبر، والأكثر تحدُّثًا عنها، وأنَّ كلَّ شيء يسير على ما يرام، وأنَّ الخطاة ينضمُّون إلى جماعتهم إن كان لديهم حسُّ سليم.

يمكننا مقارنة هذا النَّوع من الأشخاص بالرَّجل الأعمى الذي شفاه يسوع. بعد اللَّمسة الأولى، رأى الرِّجال كأشجار. عند تلقي اللَّمسة الثانية، رآهم بوضوح (مرقس 8: 22-25). علامة خلاصك هي ما يدور في قلبك عندما تفعل مشيئة الله.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز