رسالة اليوم

03/11/2020 - قلبٌ مُعطي

-

-

مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ رَقَّ قَلْبُكَ وَتَوَاضَعْتَ أَمَامَ الرَّبِّ حِينَ سَمِعْتَ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ أَنَّهُمْ يَصِيرُونَ دَهَشًا وَلَعْنَةً، وَمَزَّقْتَ ثِيَابَكَ وَبَكَيْتَ أَمَامِي. قَدْ سَمِعْتُ أَنَا أَيْضًا، يَقُولُ الرَّبُّ. (ملوك الثاني19:22)

 

كلمات الربِّ ليست ناعمة دائماً، فهو يتكلَّم بقسوة عن الدّينونة التي ستُسكَب على شعب الله. لذلك من الحَسَن أن نسمع ما يقوله دائماً لتجنُّب غضبه وبالتالي فقدان البركات التي يُعلن عنها. والربُّ مستعدٌّ لسماع صلواتنا وتلبية طلباتنا.

لا يمكننا أن نعلنَ خلاصنا من اللَّعنة الأبدية إذا تصرَّفنا مثل الأشرار والضَّالين. فبعد أن يُلزم الشَّيطان بعضَ المؤمنين بطاعته، يحاولُ إقناعهم بأنَّهم مميَّزون وأنَّ الربَّ لن يوبِّخهم على أخطائِهم بقولهم إنَّ الله سيتجاهل آثامهم بسبب حالتهم الخاصَّة.

الخادم الأمين هو الذي يحترم كلمة الله ولا يتأثر بأكاذيب العدوِّ ولا يمنحه متعة إكمال عملِه المدمِّر في حياته! إذا جعلك الشَّيطان تعتقد أنك لن تُعاقب على بعض التّعدي الذي تمارسه الآن، ادخل مخدعك وصلِّ في هذه اللَّحظة، وافتح قلبك وتُبْ قبل فوات الأوان.

حالما سَمِع الملك الشَّاب يوشيَّا الحكمَ الذي يُثقِل كاهل شعبه، رُقّ قلبُه وشعر بثِقل ما كان سيحدث لأمَّته وتواضع أمام العليِّ. ليس هناك ما يُرضي الربَّ أكثر من رؤية شعبه يصرخ لنوالِ الرَّحمة، وعندما يفعلون ذلك، فإنِّ كلَّ ما تقرَّر أن يحدث للشَّعب المقدَّس قد تأجَّل أو تمَّ إلغاؤه. لذا اتبع التوجيه الإلهيّ.

تحتاج إلى اتخاذ قرارٍ صريح، شيءٍ حاسمٍ. أولئك الذين لا يعترفون ولا يتخّلون عن تجاوزاتهم لن يجدوا نعمةً عند الله. بعضُ النَّاس أصبحوا الآن أسوأ ممَّا كانوا عليه في الماضي لأنَّهم ارتكبوا بعض الخطايا الخطيرة، وهم يكذبون عن طريق إخفاء ما فعلوه. هذا الموقف هو انتصارٌ للعدوِّ على حياتهم وهذا لن يتعافى بمجرّد النَّدم.

مزِّق ثياب قلبك واذرف الدُّموع أمام الله. طريق الخطيئة مضلِّل لأنَّه يجعلك تظنّ أنَّ لديك الحقَّ في أن تخطئ وأن تُخفي خطاياك لئلَّا تُحرِج نفسك. كلُّ من يعترف بالخطيئة ويتركها يُرحم.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز