رسالة اليوم

02/11/2020 - إنجازٌ غنيّ

-

-

رَكَّبْتَ أُنَاسًا عَلَى رُؤُوسِنَا. دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ، ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ. (مزمور12:66)

 

ماضي كلِّ إنسانٍ حزينٌ للغاية. وكعبيدٍ للشَّيطان، نحن مبتلون بكلِّ أمرٍ وبأشياء لا يُمكن تصوُّرها. لقد عوملنا بنفس الطريقة التي تعامل بها المِصريون مع شعب الله في أيام الكتاب المقدَّس قديماً. كانت العبودية المِصرية جسديَّة. أمَّا نحن فروحيّة أيضاً. في تلك الأيام كان الألم قاسياً لدرجة أنَّ الربَّ شبَّهه برجالٍ ركبوا فوق رؤوس بني إسرائيل. كان على شعب الربِّ أن يجتاز في النّار والماء، ولكن بعد خلاصِهم خرجوا إلى رُحبٍ واسعٍ غنيّ.

في حالتِنا، أوصلنا الخلاصُ الذي أنجزه يسوعُ لنا إلى ولادة جديدة. فمن خلال عملهِ الإلهيّ خُلِقنا ثانية بالكامل. الآن لم نعدْ تحت الخطية لأنَّ دمَه الذي سفَكه من أجلنا قد استردَّنا إليه. يجب على المرءِ أن يؤمن بهذه الحقيقة ويطلب هذه النِّعمة. إنَّها الطريقة الوحيدة التي تنجِّيك من ضربات قوى الظلام.

في الولادة الجديدة، يخلِق الله أرواحنا في المسيح دون العيوب التي تسبَّبت بها خطيئة آدم، ولكن هذا لا يعني أنَّ فضائل المسيح تعملُ فينا فجأة وبشكلٍ فعَّال. يجب علينا المثابرة في اتباع السَّيد كي ننمو ونصل إلى قياس قامة ملء يسوع. لذلك، افعل ما تخبرك الكلمة به وستتحوَّل إلى صورة الله ذاتها.

الآن، إذا عادت الأفكار الخاطئة وبدأت الرَّغبات الشِّريرة تجد مكانًا في قلبك مرَّة أخرى، أسرِع في توبيخها ولا تدع روحَك تستسلم لها. لا تقبل أيَّ شيء قد يُخرجك من موقعك النبيل في ابن الله. اثبت في الحريَّة التي حرَّر بها المسيحُ جميع الذين يؤمنون به وفي أيِّ موقف (غلاطية 5: 1).

أولئك الذين لا يتصرَّفون كمسيحيين حقيقيين سيَعبرون في نارِ ومياه المِحن مرَّة أخرى. البعضُ يتناولون الأدوية دائماً أو لديهم نوعٌ من المشاكل، وعلى الرُّغم من أنَّهم مُنِعوا من الاستمتاع بالحياة الوفيرة التي جلبَها يسوعُ لهم، إلَّا أنَّهم لا يستيقظون لحقيقة أنَّ الطريقة التي يقودون بها حياتهم هي دليلٌ على أنَّهم لا يخدمون الربَّ. مع يسوع لدينا الفرح والحرِّية في كلِّ وقت!

في الإنجيل لا يوجد شيءٌ اسمه قِلَّة أو أعمالٍ شرِّيرة. أولئك الذين يعانون من المِحن أو يعاني منها أحباؤهم- من حوادث سَيِّئة يجب أن يفحصوا أنفسَهم لمعرفة ما إذا كان لديهم خطايا خفيَّة أو لديهم أمور ينبغي تسويتها، بالنَّتيجة لدينا وفرة غنيَّة في الإنجيل. أفضلُ طريقة لتمجيد الربِّ هي الاستمتاع بوفرة أرض الميعاد!

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز