رسالة اليوم

17/10/2020 - قلبٌ مهيَّئ

-

-

ثَابِتٌ قَلْبِي يَا اَللهُ. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ. كَذلِكَ مَجْدِي. (مزمور1:108)

 

أولئك الذين يتوخَّون الحذر بما يكفي لإعداد قلوبهم لن يَخجلوا أبدًا، لأنَّهم لن يفتقروا إلى القدرة على الانتصار في المعركة أبداً. هناك الكثيرُ من الناس الذين لا ينتبهون لهذه التفاصيل الهامَّة التي يعلِّمنا إيَّاها الربُّ. بالنِّهاية، لإعداد أنفسِنا لخدمة الله، يجب أن يكون خوضُ المعارك والتَّغلب عليها الشَّاغل الرَّئيسي لجميع الذين تمَّ خلاصُهم.

القلب المُجهَّز هو قلبٌ ثابتٌ، مستعدٌّ للحربِ. أولئك الذين تهيَّئوا لن يشعروا بالخوف عندَ أيّ نوعٍ من المواقف. قد ينهضُ العدوُّ على أبناء الله بكلِّ قوَّته، ولكن عندما يستنِدوا على إيمانهم، فلن يخافوا. أولئك الذين يثقون بالربِّ هم مثلُ جبل صِهيون، الذي لا يتزعزع بل يبقى إلى الأبد (مز. 125: 1). من ناحيةٍ أخرى، أولئك الذين ليسوا مستعدِّين لخدمة الربِّ يخشونَ أيَّ موقف.

خطأ عدم اتباع الوصايا الصَّغيرة يجعل الكثيرَ من النَّاس ضعفاءً ضدَّ هجمات الشِّرير. أخبرَنا يسوعُ أنَّه إذا كنَّا أمناءً على الأشياء الصَّغيرة، فسيُقيمنا على الأشياء الكثيرة (متى21:25). أولئك الذين يتعلَّمون كيفية استخدام قوَّة الله ضدَّ هجمات العدوِّ الصَّغيرة، يكتسبون الحِكمة لاستخدام نفس السُّلطة ضدَّ المشاكل الكبيرة. لذلك لا تنخدعوا بأيِّ شيءٍ.

عندما لا نكون مستعدِّين، يكون قلبنا حزينًا ولا يمكننا تحقيق النَّصر. لا شيء في حياتنا هو ثمرة سِحرٍ. أولئك الذين ليسوا حكماء كفاية لإعداد أنفسِهم لن يحصلوا على القدرة اللَّازمة للإنتصار عندما يتمُّ تَحدِّيهم ضدَّ أيِّ نوع من الشَّر. لذلك كُنْ حازمًا واتبع الوصايا الإلهيَّة وسترى كم يمكن أن يفعل الله لك.

إذا لم تكن ثابتاً به في إنسانك الباطني، فلن تكون قادرًا على التّرنيم للربِّ. فعندما تغنّي لله، تكون روحُك مليئة بالبهجة، ومستعِدُّ لزيارة الشَّخص الذي يقوِّيك للمعركة. أولئك الذين لا يسبِّحون الله أبداً، ولا يعطون المدحَ له، لا يمكنهم إعداد قلوبهم للمعركة. عندما يكون قلبهم ضعيفٌ، يكونون مهيَّئين للهزيمة.

هيِّئ نفسك لاستخدام روحك لتمجيد الله. عندما يحدث هذا، تكون ممتلئًا بنفس القوَّة التي كانت لأبطال الكتاب المقدَّس ولابن الله نفسه. إذا كان من المُمكن تحقيق نفس القوَّة، فلماذا لا تصل إلى نفس الأماكن التي وصلَ إليها هؤلاء الرِّجال المنتصرون؟ لا توجد فروقٌ بينهم وبيننا.

وبحسب الكلمة، فإنَّ السِّر هو الاستعداد دائمًا. لا نعرف متى سيأتي اللِّص (لو39:12). ولكن إذا كنَّا مستعدِّين، فسوف نواجهه في أيِّ لحظة بالقوَّة الَّلازمة، وسيكون خياره الوحيد هو الهروب. المنتصرون هم على استعدادٍ لمواجهة أيِّ نوع من المواقف.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز