رسالة اليوم

13/10/2020 - الرِّسالة التي يجب أن نعِظ بها

-

-

لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ، لاَ بِحِكْمَةِ كَلاَمٍ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ. (1كورنثوس17:1)

من الخطأ الإعتقاد أنَّ المسيحيين يجب أن يتصرَّفوا كمُمثِّلي "علاقات عامَّة" في ملكوت الله. بالطَّبع يجب أن نكون لطفاء مع الجميع، ولكن لا يُمكن أن نفقد فرصة التبشير برسالة خلاصهِ. أولئك الذين يعتقدون أنَّهم يُسيئون إلى النَّاس عندما يبشِّرون بالإنجيل هم في الواقع يسيئون إلى الربِّ. ونحن نعلم أنّه لا ينبغي أن نُحزِن الربَّ أبدًا. لذلك إذا كانت لديك فرصة للتَّبشير، فقم بتوصيل الرِّسالة بحكمة.

يجب على الذين أرسلهم الله أن يبشِّروا بكلمته دائماً. لهذا السَّبب أرسلَ الربُّ لنا روحَه بغنى. لم يدعونا لاحترام أعمال العدوِّ، بل إدانتها. من الخطأ الاعتقاد بوجوبِ أن نخلق رغبة في قلوب النَّاس لطلب الربِّ، لأنَّها وظيفته، وهو يعرف كيف يفعل ذلك جيدًا.

خطأ آخر هو الاعتقاد بأنَّنا لن ننجح إلَّا إذا كنَّا صحفيين عظماء، رجالُ أعمالٍ أو رجالُ مشاريعٍ حقَّقوا إنجازاتٍ عظيمة. الحقيقة هي أنَّنا يجب أن نتبع مثال الربِّ؛ وإلَّا لن يتمَّ عمله. يجب أن نخدم الربَّ القدير من كلِّ قلوبنا، بكلِّ قوَّتنا وكلِّ أرواحنا. لا ينبغي للحكماء أن يتركوا فرصة واحدة للتبشير بالإنجيل. اطلب من الله دائماً أن يضع الكلمات في فمك عندما تبشِّر (متى20:10).

رسالة الإنجيل هي إنذار. لا تجعلها شيئًا آخر. عندما دعا المسيحُ تلاميذه، تركوا كلَّ ما كان عليهم أن يتبعوه؛ باستثناء الشَّاب الغني الغبي، الذي قرَّر الاحتفاظ بأملاكِه (التي لن تستمرَّ إلى الأبد) بدلاً من اتِّباع يسوع، الذي سيجلب له الفرح الأبدي (متى 19: 21 ، 22). يجب أن يكون هذا هو اهتمامك الرَّئيسي دائمًا: كُنْ أمينًا للمهمَّة التي سلَّمها الربُّ إليك.

قبل أن يتمَّ خلاصُك، كان لديك الكثير من الرَّغبات والأحلام. أمَّا الآن، فأنت خليقةٍ جديدة، وهذه الأشياء صارت جزءاً من ماضيك (2 كو17:5). فلا تدع ذلك يعود ثانية! لأنَّه إذا حدثَ فلن تقوم بمهمَّتك. يطلب ملكوت الله منَّا أن ننكر أنفسنا كلَّ يوم، وأن نحمل صليبنا ونتبع سيِّدنا (مر 8 ، 34 ب). أولئك الذين يفعلون هذا سينجحون في رحلة إيمانهم.

تخلَّص من كلِّ ما يضِرُّ بإيمانك. لا تخفي أو تبرِّر خطاياك. إذا أخطأتَ، فلا تحاول أن تشرح خطيتك، بل ادخل إلى محضرِ الربِّ واعترف؛ بهذه الطريقة ستحصل على الرَّحمة. لكن كُنْ حذراً! فالربُّ قاضٍ صالح. لقد أقامك مع المسيح كي تسلك في جِدَّة الحياة (رو. 6: 4).

لا تدع الصَّليب يصبح أمرًا اعتيادياً في حياتك، لكن بإخلاصٍ وفي كلِّ فرصة، اجعل رائحة المسيح تفوح من خلالك. حتى لو لم يميِّزوا ذلك، سيتبارك النّاس عندما تخبرهم عن محبَّة الله. ما يهمُّ الربّ هو التزامنا بفعلِ وصاياه.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز