رسالة اليوم

09/10/2020 - شُركاء الربِّ

-

-

الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ. (مزمور2:41)


تمَّ تقديم هذا الوعد للذين يأوون الفقراء. ولكن قبل أن يبدأ النَّاس في إيواء الآخرين لمجرَّد الحصول على فوائد هذا الوعد، دعني أخبرك أنه يجب أن تكون في شركةٍ حقيقية مع الربِّ حتى يكونَ هذا الوعد قابلاً للتطبيق علينا جميعًا. أمَّا الذين ليس لديهم حكمة إلهيَّة، قال يسوع إنَّهم يلقون لآلئهم قدَّام الخنازير (متى 7: 6)، لأنَّهم يقضون الكثير من الوقت في محاولة تغيير الذين لم يدعوهم الربُّ.

قال سيِّدنا أنه لا يأتي أحدٌ إليه ما لم يجتذبه الآبُ السَّماوي، الذي أرسله (يو٤٤:٦). وهذا المبدأ ينطبق علينا جميعاً. يجب علينا قضاء الوقت في الصَّلاة، والابتعاد عمَّا لا يبني نفوسنا، ولنعطِ آذانًا لتعاليم الربِّ. بالطَّبع يجب أن ننقل الرِّسالة الإلهيَّة إلى الجميع، لأنّه من الضَّروري أن نزرع البذور في الصَّباح وألَّا نرخي أيدينا في المسَاء (جا 11: 6). ومع ذلك، يجب ألَّا نؤوي الآخرين إلَّا عندما يمنحنا الربُّ الفهم لذلك.

كشركاءٍ لله، سوف نعرفُ كيف ومتى نقوم بعملهِ. عندما تشعر أنَّ شخصًا ما يحتاج إلى رسالتك أو صلواتك أو مساعدتك لمعرفة الحقيقة، يجب عليك "قضاء" الوقت اللَّازم لمساعدتِه. ومع ذلك، لا تصلِّي من أجل أعمالِ النّاس إذا لم يكونوا طائعين للرِّسالة الإلهيَّة، وإلَّا فلن تحقِّق ما هو مكتوب في الآية الأولى من هذا المزمور.

سيقدِّم لك الربُّ الذين يحتاجون إلى مساعدتك، ولا يهمّ إذا كانوا أغنياء أو فقراء، ودودين أو لا. لذلك بمجرَّد القيام بهذا، شاركهم التَّعاليم التي تعلَّمتها من الكلمة، وسوف يطعمهم الربُّ العليُّ، الذي أعطاك خدمة الملجأ. وعندما تأتي أيامٌ سيِّئة عليك، ستتمُّ حمايتك، لأنَّ الربَّ سيكون شريكك وصديقك من اللَّحظة التي تبدأ فيها بطاعتهِ.

يتمُّ العملُ الإلهي بتوجيهٍ من الآب. الرُّوح القدس هو الذي يُرشِدنا إلى الحقّ ويبكِّتنا على الخطيئة وعلى البرِّ (يو٨:١٦)؛ بدونِه، الله لا يعمل. كلُّ من يسمح للرُّوح القدس أن يعملَ في حياته، سيستخدمه كما استخدم فيليبُّس، عندما اختُطِف ليتحدَّث مع خَصيّ ملِكة الحَبَشة (أعمال الرُّسل 8: 26-39). على الرُّغم من أننا نحاول "تحسين" أعمال الربّ أحياناً، إلَّا أنَّنا لن نتمكَّن من فعلِ ذلك أبداً، لأنَّه يفعل الأفضل دائماً.

اتبع تعليمات السَّماء. وهكذا سيحميك الله وسيجعلك سعيدًا. لن يُسلِم الربُّ الذين ينتمون له لأعدائه أبداً. حتى عندما نكون مرضى، يمكننا الاعتماد على معونةِ الربِّ، لأنّه يقوّينا على فراشِ مرضِنا ويشفينا (مز 41: 3). من الرَّائع أن نكون شركاءُ الربِّ في العمل العظيم الذي يقوم به في الوقت الحاضر.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر.سوارز