قوة الإيمان

من يخاف الرّب ينال الطعام الذي يُقوّي الروح، ويجلب الإيمان إلى قلبه ويجعله منتصراً، إنّه الطعام الذي أعطى القوّة لإيليا كي يسير 40 يوماً، وهذا الطعام الأبدي بين يدينا، ومن يأكل من هذا الطعام الإلهي يستعد لمواجهة أي معركة، لأنّ الرّب لن ينسى العهد الذي تمّ بدم الرّب يسوع، وعلينا أن نتذكّر دائماً ما يتضمّنه هذا العهد الأبديّ (العبرانيين 14:4-16) .

فأرواحنا وأيضاً أجسادنا بحاجة إلى تناول الطعام عدّة مرّات يوميّاً، كي يبقى قويّاً. لكن لا داعي أنْ نطلب على الدوام من الرّب أنْ يعطينا طعاماً لأرواحنا، لأنّه قد منحنَا إيّاه مسبقاً، وكل ما علينا فِعله هو أنْ نسهر ونصلّي كي لا ننحرف بعيداً عن الخبز الحقيقي ونذهب وراء أمور العالم والغنى والشهوات. (متّى 22:13)

عندما أكل إيليا من الخبز السماوي، سار 40 يوماً دون أنْ يأكل أي شيء أرضي، لكن الشخص الذي يصوم لأكثر من يوم واحد، حتّى لو كانَ نائماً يشعر بالضعف، فتخيّلوا إنْ سار الشخص لأيام وبذل الكثير من الجهد والطاقة، ولم يسترح، بالطبع سيُعاني منْ مشاكل خطيرة، ومع ذلك بعدما أكل إيليا النبيّ منْ الخبز السماوي كان لديه قوّة للسير أياماً كثيرة، لا يمكن للشخص الصائم أن يسيرها، لكن السر في القوّة الخارقة التي يمنحها الخبز السماوي .

أكّد لنا الرّب يسوع أنّه هو من يمنح الطعام الحقيقي. وهذا الخبز لنا ومنْ خلاله لن نشعر بأي نقص، فالشخص الذي لا يتناوله سيخسر الكثير. فهو مفيد جدّاً لنا على الأرض، وبالتأكيد سيكون خيراً لنا، لأنه سيدوم إلى الأبد.

فالرّب بحكمته أعدّ لنا الخبز الذي سيقوّينا في معاركنا اليومية في مواجهة قوات الشر الروحية : الرؤساء والسلاطين ووُلاة العالم، على ظلمة هذا الدهر، وأجناد الشر الروحية في السماويات. (أفسس 12:6-13). ولا يقوّي نفسه بهذا الطعام، بلا شك، سوف يخسر معارك كثيرة . وهذا الخبز ذاته الذي استخدمه الرّب يسوع في مواجهته لتجارب الشيطان.

لقد قرأنا في بداية هذه الرسالة أنّ الرّب لا ينسى العهد الذي أقامه بدم الرّب يسوع، وعندما نقبله كسيّد ومُخلّص لحياتنا نصير جزءاً من هذا العهد الأبديّ، الذي يتضمن شروط وحقوق أيضاً. ولكي نعرفها ينبغي أنْ نأكل من هذا الخبز الذي لا مثيل له.

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز