رسالة اليوم

27/09/2020 - فائدة نوالِ الغُفرا

-

-

وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ، قَائِلِينَ: اعْرِفُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ. (إرميا34:31)


أولئك الذين يولدون ثانية لا يحتاجون إلى تعلُّم كيفية معرفة الربِّ، لأنَّ الرُّوح القدس يعلِّمهم كلَّ شيء. تبدأ الولادة الجديدة بقبول المسيح كمخلِّص، وتستمرُّ بمعمودية الماء والتوبة عن الأعمال الميِّتة. لهذا كلُّ شخص أخطأ تجاه شخصٍ ما، أو تسبَّب في أيِّ نوع من الخيانة المادية أو المعنوية أو الرُّوحية، يجب أن يتابع ذلك الشَّخص ويسوِّي الأمور معه، وإلَّا فلن تكتمل خليقته الجديدة.

لن يحقِّق أحدٌ نفسَه في المسيح إن كان يخفي شيئًا. قال زكَّا للربّ أنه سيردُّ أربعة أضعافٍ إلى الأشخاص الذين سرق منهم. طُبِّق الناموس الذي رَسم هذا الإجراء. وبسبب قرار زكا، قال يسوعُ أنَّ الخلاص دخل بيته في ذلك اليوم (لوقا 19: 2-10). اتَّخذ هذا الرَّجل كمثالٍ، افحص نفسك وانظر إن كنت بحاجة إلى طلب المغفرة من شريك حياتك أو مديرك أو صديقك.

عندما نولد ثانية، نحصل على الغفران لجميع الذُّنوب التي ارتكبناها. نحصل على الغفران الكامل الذي يضمن لنا أن الربَّ لن يتذكر خطايانا مرَّة أخرى (عب17:10). لذلك، يجب ألَّا نسمح للعدوِّ أبدًا بإقناعنا أنَّ شيئًا ما قد تُرِك وراءَنا، لأنَّنا إذا فعلنا ذلك، لن نصلَ أبدًا إلى ما أكَّده الربُّ لنا من خلال إرميا؛ وإذا لم نفتح قلوبنا، لن نولد ثانية أبدًا.

تعلن الآية أعلاه أنَّ من لا يحصل على الغفران الكامل لن يعرف إلهَهِ أبدًا. هذه خسارة كبيرة! على الرُّغم من أنَّ الناس في بيت الله، يستمعون إلى الكلمة ويرون العملية الإلهيَّة، لكنَّهم لا يعرفون أبيهم أو الحقوق التي يمتلكونها فيه، ولا يستطيعون استخدام اسم الربِّ بنجاح. لهذه الأسباب، لا يحصلون على الشِّفاء، ولا يحدث التحرُّر، والأسوأ من ذلك أنَّ الباب مفتوحٌ للعدوِّ دائماً.

كثير من الناس يخدعون أنفسَهم داخل الكنيسة: أولئك الذين ارتكبوا خطايا ضدَّ الآخرين ولا يطلبون الصَّفح، والذين يسيئون للآخرين لن يحصلوا على النِّعمة الإلهية الكاملة. لماذا تتمسَّك بالأخطاء؟ لماذا لا تصحِّح الأمور بينما لا يزال هناك وقت؟ في يوم الدَّينونة لن يكون هناك حبٌّ أو رحمة أو رأفة أو مغفرة. في ذلك اليوم سنسمع الحكم الذي سيُنفَّذ إلى الأبد.

لقد منح الله الغفران بالفعل، وهو في متناول يدنا؛ ومع ذلك، إذا لم نتمسَّك به، سنستمرُّ في الخطيئة وسنواجه مشاكل في الأبدية. علَّمنا يسوع أن نتصالح مع خصمِنا سريعاً، بينما نحن معه في الطريق، لأنَّه إذا لم نفعل ذلك، فسوف يسلمّنا إلى القاضي وسينتهي بنا المطاف إلى السِّجن (متى25:5). كُنْ حكيماً ولا تستغرق وقتاً طويلاً لطلب المغفرة؛ إذا تركتها لوقتٍ لاحقٍ فقد يكون الوقت قد فات.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز