رسالة اليوم

21/09/2020 - دروسٌ من شِفاء الأبرص

-

-

فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ:«أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!». (مرقس41:1)

 

عَلِم الأبرصُ أنَّ يسوع يمتلك القدرة لشفائه. يجب أن يكون هذا هو الدَّرس الأوَّل الذي يجب نقله إلى الَّذين يعانون. ونتيجة لذلك سوف ينهضُ الإيمان في قلوبهم، وعندما يأتون إلى الكنيسة لتلقِّي بركتهم، سيتعلَّمون دروسًا ثمينةً أخرى. أولئك الذين يستمعون لله ويقتربون من يسوع سوف يتعلَّمون ما يجب القيام به من أجل الحصول على البركة الإلهيَّة. لم يجلس الأبرص ويراقب فقط أو يختبئ في مكانٍ ما. بدلاً من ذلك كان مصمِّماً على التَّحدث مع معلِّمهِ.

تعلِّمنا كلمة الله أن نطلب حضور الربِّ، وهذا يضمن أنَّ كلَّ خطوةٍ نخطوها تجاه أبانا، سيقترب منَّا أيضًا (يعقوب 4: 8). أكَّد يعقوب أنَّ يسوع يلمسُ كلَّ من يقترب منه. ونتيجة لذلك تطهرُ أيدينا، فيُمكننا القيام بعمل الله. يفعل الله المزيد: يطهِّر قلوب ذوي الرَّأيين. لذلك إذا كنت تريد أن تكون حازماً في الإيمان، اقترب من الربّ.

لم يكن كافياً أن يكون هذا الرَّجل المريض بالقرب من السَّيد؛ فتح فمه وتوسَّل إليه كي يُشفى، وجَّه إليه نداءاتٍ عاجلة ومتكرِّرة. عندما ترى النَّفسُ أنَّ الله قادر على إعطاء حلٍّ لمشاكلها، فإنَّها تئنُّ حتى تُعطى احتياجاتها. والصَّلاة الفاعلة هي الصَّلاة المُستندة على ما تُعلنه الكلمة. لذا افحص ما يقوله لقلبك ولا تدع الكسَل أو الخجل يردعك.

سجدَ الأبرصُ أمام يسوع. موقفُ التَّضرع هذا له أهمية كبيرة. من لا يدرك أنَّ الربَّ هو الإله الحقيقي الوحيد، لا يعطيه التَّسبيح الذي يستحقِّه. بهذه البادرة، حقَّق الرَّجل المريضُ إرشادًا كتابيًا بأن نجثو ونركع أمام الربِّ خالقِنا. يعلم القدير لماذا سُجِّل هذا الإرشاد في كلمته، والحكيم من يُنجزه.

سمع الأبرصُ يسوع وهو يخدم ما يسمّيه الكثيرون دستور ملكوت الله: عِظة الجبل. كان مقتنعاً أنَّ يسوع يستطيع شفاءه، لكنَّه لم يكن متأكداً إذا كان السَّيد يريد أن يفعل ذلك، لذلك صلَّى بهذه الطريقة. لأنَّنا لا نفهم الكلمة بشكلٍ كاملٍ، فهناك أشياء كثيرة لا نعرف ما إذا كان يريد أن يعطينا إيَّاها أم لا. ومع ذلك، عندما نعلم أنَّ بركة معيَّنة هي لنا، فلا يوجد سببٌ لعدم المُطالبة بها.

لم يترك الربُّ ذلك الرَّجل في حيرةٍ، وفي تلك اللَّحظة بالذَّات مدّ يده ولمسَه، قائلاً إنه يريد شفاءه. يستطيع يسوع أن يشفيك أيضًا. أراد أن يشفي ذلك الرَّجل، فلماذا لا يريد أن يفعل نفسَ الشَّيء من أجلك؟ الله لا يحابي أبداً. يعامل الجميع على قدم المساواة (رومية11:2). بغضِّ النَّظر عمَّن تكون، اعتبر نفسك جديرًا بكلِّ البركات التي أُعطِيت لأيِّ شخصٍ آخر. الله لا يعاملك بشكلٍ مختلف.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز