رسالة اليوم

07/09/2020 - برهان الحبّ للربِّ

-

-

اُنْذُرُوا وَأَوْفُوا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ يَا جَمِيعَ الَّذِينَ حَوْلَهُ. لِيُقَدِّمُوا هَدِيَّةً لِلْمَهُوبِ. (مزمور11:76)

 

يعيشُ الكثيرُ من النَّاس بعيدًا عن الله على الرُّغم من وجودِهم دائمًا في الكنيسة. فقط أولئك الذين يؤمنون بكلمته ويبنون أفعالهم على قوله يُمكنهم البقاء بقربهِ. بالنِّسبة لهم، تختلفُ الحياة عمَّا هي عليه عند الآخرين: لا يئِنُّون ولا يتذمَّرون من موقفٍ معيَّنٍ، لا يلعنون أحداً؛ بل على العكس: إنَّهم سعداءٌ دائمًا. فالثّابتون في الربّ يتصرَّفون بهذه الطريقة دائماً.

إنَّ الذين يمتلكون العليَّ في حياتِهم يتَّسمون بظهور الفرح على وجوهِهم ونجاحهم في الإيمان. بالنِّسبة لهم لا توجد أشياءٌ مثل أوقاتٍ صعبة أو أزماتٍ لأنَّهم يستطيعون إخراج المياه من الصَّخرة. ما يأكلونه أو يلبسونه هو المُعطى من الواحد الحقّ الواهب لكلِّ خير. هكذا يوَدُّ الربُّ أن يعيش جميع أبنائه، لكنَّ الكثيرين لم يستيقظوا بعد على هذه الحقيقة.

النَّذر أمرٌ مقدَّس. لكنَّ اللهَ يقولُ أنّه من الأفضل عدم النَّذر، وذلك بسبب الذين يتعهَّدون ولا يَفون (تثنية 23: 21-22). هؤلاء النَّاس لا يحسبون عواقب أفعالهم ولا يدركون أنَّ الله ليس من أقرانِهم الذين اعتادوا التَّحايل عليهم. ولكن عندما يقول الله أنّه يجب عليك أن توفي نذورك دون إبطاء، فلا ينبغي أن يُؤخذ ذلك على أنَّه حثٌّ لعدم النَّذر؛ بل يُظهِر الربُّ مدى أهميتهِ.

من خلال معالجة هذه المسألة بجدِّية، يقول الكتابُ المقدَّس أنَّ الآبَ يريد منَّا أن نقدِّم له وعوداً كما قدَّم لنا. الربُّ يَفي بما وعد به وبالتَّالي يطلب منَّا أن نَفي بما نَعِده بهِ. لذا، كلَّما شعرتَ في قلبك أن تقدِّم عهداً لله، افعل ذلك؛ لكن لا تفكِّر حتى في عدم احترام ما وعدتَ العليَّ به، لأنَّه لن يظلمَك. كلُّ شيءٍ متعلِّق بالله يجب أن يُؤخذ على مَحمل الجِدّ.

من منَّا لا يحبُّ الحصول على عطيةٍ، حتى لو كانت مجرَّد هديَّة تذكارية؟ في هذا الصَّدد، لا يختلفُ أبانا. يطلبُ التَّقدمات أيضاً. فعندما نحبُّ شخصًا ما، نريد أن نُعطي شيئًا له دائماً. ولأنّنا نحبُّ الربَّ، فلا عجب أن يُلزِمنا الرُّوح القدس بتقديم الهدايا لإلهنا، ونتيجة لذلك سنكافأ بهباته الرَّائعة.

يفعلُ الله أشياء تفاجئنا لأنه رائعٌ. إذا رفعك روحُ الربُّ، فسوف تتلقى إعلاناً بما أعدَّه لك. لذا، عند القيام بنذرٍ، افعل ذلك وِفقًا للإيمان الذي أُعطِي لك. إذا كان موقفك مقدَّسًا وقلبك يخفقُ بالإيمان، فسوف يفعل كلَّ شيء لإكرام الثِّقة التي وضعتَها فيه.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز