رسالة اليوم

02/09/2020 - المصالحة مع الله

-

-

وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، (2كورنثوس18:5)

 

بعد أن قدَّم لنا الأخبار السَّارة: إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. (كورنثوس الثانية17:5)، استخدم الرُّوح القدس الرَّسولَ بولس ليقول أنَّ هذه البركات آتية من الله. لأنَّه قد صالحنا في المسيح يسوع من خلال العمل الذي قام به على الصَّليب، وهكذا صارت كلُّ الأشياء جديدة. فالذي يرجع إليه يُولد ثانية ولن يعاني بسبب خطايا الماضي.

تُخبرنا كلمة المُصالحة أنَّ الآبَ قد صالح العالم لنفسه في المسيح دون أن يحسِب لهم خطاياهم، وهو فينا للقيام بنفس العمل. لذلك لا يمكننا أن نعظَ برسالةٍ أخرى لأنَّها ستكون خاطئة. الأخبار السَّارة التي يجب أن نُعلنها للضَّالين هي نفسها التي أعلنها الرُّسل. يحتاج النَّاس إلى معرفة أنّ الخلاص سهلُ المنالِ؛عليهم الدُّخول من الباب فقط، الذي هو الربُّ يسوع (يوحنا 10: 7-9).

لقد كلَّفنا القدير لنكون سفراء له، مستخدماً إيَّانا لحثِّ الضَّالين على عدم المخاطرة باستمرارهم دون الخلاص. لذا فإنَّ مهمَّتنا هي دفعهم على التَّصالح مع الله. ولكن كلُّ شيء من خلالِ الإيمان، بدون أيّ جهد بشري، لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.
(كورنثوس الثانية21:5)
يجب أن يكون اهتمامنا مناشدة النَّاس لئلَّا يقبلوا نعمة الله باطلاً. وهكذا نصبح شركاءً في عمل الله (كورنثوس الثانية 6: 1). هذه المهمَّة هامَّة جدًّا لأنَّها فرصة لغير المخلَّصين كي ينجوا من الغضب الآتي- فلن يُرفَض أبناءُ الله في يوم الخلاص (كورنثوس الثانية 6: 2). لذلك لا يوجد هناك وقتٌ أفضل من هذا للتّحرُّر من جميع أعمال الشّرِّير.

لأنَّنا خدّام الله، يجب أن نثني على أنفسِنا في كلِّ شيء. لا يمكن أن نفقد الصَّبر أو نهرب من الضِّيق. لذلك لا يجب التّراجع إذا وجبَ علينا أن نمرَّ ببعض المَصاعب، كالضَّرب أو السِّجن من أجلِ عملِ الله. يجب أن يكون سلوكنا مثاليًا أثناء الاضطرابات، وفي العمل الذي يجب أن نقوم به ليحصلَ الضَّالون على النُّور، بالسَّهر والصَّلاة والصَّوم كي نمجِّد الربَّ في جميع الأوقات.

علاوةً على ذلك، يجب أن يتميَّز سلوكُنا دائمًا بالنّقاء والحِكمة وطول الأناة واللُّطف والمَحبَّة المُخلِصة، منقادين بالرُّوح القدس. نحتاج إلى التّحدث بكلمة الحق، مستخدمين قوَّة الله للجهاد بأسلحة البرِّ (كورنثوس الثانية 10: 4)، سواءً الهجومية أو الدِّفاعية. وهكذا لا يهمّ كثيراً إذا اعتبرنا النَّاس صادقين أم لا، بصيتٍ حسَن أو غير ذلك، لأنَّنا صادقون أمام الآبِ، ولا نخطئ في شيء.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز