رسالة اليوم

01/09/2020 - عندما تنتهي المسؤولية

-

-

فَنَظَرَ مُوسَى جَمِيعَ الْعَمَلِ، وَإِذَا هُمْ قَدْ صَنَعُوهُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. هكَذَا صَنَعُوا. فَبَارَكَهُمْ مُوسَى. (خروج43:39)

 

يتكوَّن عملُ الله من الكثيرِ من التَّفاصيل الشَّاقة، والتي أعلنَ لنا عنها بالإضافة إلى كونها مهمَّة وفقًا للخطة الإلهية، كما رأينا في بناء المَسكن. أولاً تحدَّث الربُّ لموسى عن بنائهِ، وكيف يجب أن يتمَّ ذلك، موضِّحاً تفاصيل الزَّخرفة والأجزاء الأخرى. إنَّ عمل الكرازة الذي تتمثل مهمَّته في تحويل الضَّال إلى "خيمةٍ" للعبادة، يجب أن يتمَّ ذلك وفقًا لخطته.

أمَرَ القديرُ موسى بتوظيف أهوليآب وبَصلئيل، الحِرفيّين الذين وُهبِوا المعرفة لإنشاء مدرسةٍ من الحِرفيين لبناء المسكن تمامًا كما كُشِف لهم (خروج 31: 1-6). كان على موسى أن يُشرف على كلِّ شيء وربما كتب ما رآه ليخبر الفعلة. ساهم النَّاس كلٌّ بدوره حتى نُفِّذ كلُّ شيء حسب رغبة الربِّ. ممَّا لا شكَّ فيه أنه كان هناك فرحٌ في يوم الانتهاء من العمل.

أطلعَ الحِرفيون موسى على ما تمَّ فعله في المسكن، الذي لم ينظر إليه ببساطةٍ أو فحص على عجلٍ العمل المُنجز؛ على العكسِ من ذلك: نظر رجلُ الله إلى كلِّ العمل وبارك البنَّائين في النِّهاية (خروج 39: 32-43). هذا يجعلنا نفهم أنَّنا في يومٍ من الأيام سنقف أمام الربِّ يسوع، الذي أمرنا أن نذهب إلى جميع أنحاء العالم وأن نتلمِذ جميع الأمم (متى 28:19 ، مرقس15:16)، وبعد ذلك سنقدم حساباً عمَّا تمكَّنا من فعله بقوَّته. أشعر بالشَّفقة على الذين لا يجاهدون للقيام بذلك وفقًا للوصيَّة الكتابية!

أيُّ نوع من المتجدِّدين نحن؟ ما هو المثال الذي قدَّمناه للذين يضعهم الربُّ في طريقنا ليصبحوا من شعبهِ؟ ماذا سيقول عندما يفحصُ أبناءَنا الرُّوحيين؟ هل نسمع من شفتيه: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. (متى 21:25)؟ أم سيدعونا بالعبيد الأشرار قائلاً: وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. (الآية 30)؟

قال يسوعُ لبطرس ذات مرَّة أنَّ الخراف التي يجب عليه أن يعتني بها هي ملكٌ للربِّ (يوحنا 21: 15-17). لا يمكننا أن نكون غير مُبالين بتلك التي يضعها في طريق خدمتنا كي نطعمَها. لا يجب أن يتدخَّل رجلُ الله في شؤون هذه الحياة لأنَّه يجب أن يُرضي من جنَّده في عملهِ. هذا لا يتعلَّق بالرُّعاة فقط، ولكن أيضًا بجميع المُخلَّصين لأنَّ لدينا مهمَّة سامية لرعاية إخوتنا الأصاغر في المسيح.

يا له من مشهدٍ جميل عندما استلم موسى الخيمة وبارك قادة البنَّائين! سيكون جميلًا أيضًا عندما يمنحك يسوعُ إكليل البرِّ (تيموثاوس الثانية 4: 8)، الذي ستتبارك به طول الأبدية. حاربْ، جاهِد واسعَ لطلبِ وجه الربِّ دائماً حتى يتوِّجك بمكافآته. حقيقةً أنّه قد تمَّت دعوتك لتكون شهادةً له كي تظهر مِقدار محبَّته لك. لذلك التزِم بالمثل الذي أمرَ به.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز