رسالة اليوم

31/08/2020 - عاملٌ مُزَكُى

-

-

وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ سَاقِيَ مَلِكِ مِصْرَ وَالْخَبَّازَ أَذْنَبَا إِلَى سَيِّدِهِمَا مَلِكِ مِصْرَ. (تكوين1:40)

 

اتُّهِم يوسُف ظلماً بالتَّحرش الجِنسي وبالخيانة، ونتيجة لذلك تمّ حبسُه في السِّجن. ورغم كونه بريئًا، لم يشكو أو يحمل مشاعر الانتقام؛ بدلاً من ذلك بقي حازماً في مخافة الله. عرف هذا الرّجل كيف يعاني بكرامة وأثبت استعداده لخدمة الربِّ. وهكذا استمرَّ تحت حماية العليّ القدير.

كانت يدُ الله عليه عندما كان في السِّجن. الربُّ لم يتركه. ومن الغريب أنَّ تدريبه شمَل تلك السَّنوات في السِّجن. بغضِّ النَّظر عن المكان الذي تُرسَل إليه، فالأمين والصَّادق لن يتركك أبدًا (يشوع 1: 5). قد يتضمَّن التعلُّم الخاص بك أماكن وأحداث لم تحلم بها أو لم تختارها. بأيَّة حالٍ سيعطيك الله الدَّرس إذا كنتَ تحترم الإرادة الإلهية وتؤمن بمحبَّته.

أساء اثنان من خدَّام ملك مِصر إلى سيِّدهما، ونُقِلا إلى نفس السِّجن الذي كان فيه يوسُف. عندما وصلوا، لم يعتقد يوسُف أنَّ أحدهم سيساعده للخروج من السِّجن. يحدث ذلك دائمًا لأنَّ الله لديه طرقه للعمل وسوف يستخدم الأشياء التي لا ندركها لتحقيق خططه دائماً. واجبنا هو فقط الإيمان بمحبَّته. لا تفقِد أملك وثقتك في أيِّ موقفٍ.

بعد خروج السَّاقي والخبَّاز من السِّجن، كلٌّ منهما إلى مصيرهِ، تمامًا كما توقع يوسُف، مرَّ الوقتُ وبدا أنَّ الخادم كان جاحدًا (تكوين23:40). هذا يعلِّمنا ألَّا نشعر بالقلق إذا فشل أحدٌ في الوفاء بوعدِه لنا. عرف الله القدير أنَّ يوسُف يحتاج إلى بعض الدّروس الإضافية ليخرج ويستعدَّ وينفِّذ المهمَّة التي عهدها له الربُّ. ولأنَّه لم يفقد عزيمته، جاء اليوم وتحققَّت النبوَّة.

حتى إذا بدت الأحوال أنَّ الله لا يتذكَّرك أو أنَّ قضيَّتك ضائعة، فلا تتخلَّى عن الصَّبر ولكن استمرّ في خدمة الربِّ. لأنَّه يعلم لماذا سمح لك أن تكون في موقعك هذا الآن. في السَّماء سيتمُّ الكشفُ لنا عن الأسباب التي دفعتنا إلى المرور بمواقف غير سارّة. الحقيقة هي أنّ الله يريدك أن تكون أمينًا في الأشياء الصَّغيرة حتى يقيمك على الأشياء الكبيرة (متى٢١:٢٥). لذا عليك اجتياز الاختبار بفرح.

كان الربُّ يتطلَّع إلى الأمام حيث لم يكن قادراً سوى الشَّخص الذي تعلَّم دروسه أن يُعطي نصيحةً معيَّنة لفرعون. وهكذا، سيتمُّ إنقاذ الآلاف من النُّفوس، بما في ذلك عائلة يوسُف، التي جاء منها يسوع في الجسَد. في يومٍ من الأيام، سوف يشرح القدير كلَّ ما حدث لك. الآن، المهمّ أن تكون عاملاً مزكّى (تيموثاوس الثانية١٥:٢)!

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز