رسالة اليوم

29/08/2020 - لِمن يريد أن يكون سعيداً

-

-

حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ، وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ. (مزمور27:37)

 

على الرُّغم من أنَّ خطيئة آدم قد دنَّسَت البشرية، لكنَّ الذين يقبلون يسوعَ كمُخلِّصٍ ينتقلون من ملكوت الظَّلام إلى ملكوت ابن الله، حيث لا يمكن أن يدخل الشَّر (1بطرس 2: 9). ولكن لأنَّ الشَّيطان لم يتمَّ التَّخلُّص منه بعد، فهو يواصلُ مهمَّته الشَّائنة لتجربة النّاس وقيادتهم إلى السُّقوط. ولكن من يتبع إرشاد الكلمة يسكن في قلب الله إلى الأبد (مزمور27:37).

السِّر ذو شقَّين: أوَّلاً، من الضَّروري الابتعاد عن الشَّر، الذي يصفه الكتاب المقدَّس إنه تجسيدٌ لطبيعة الشَّيطان. أولئك الذين لا يبتعدون عن الشَّر يُعرَفون من خلال الطريقة التي يعيشون بها، لأنَّ لديهم أفكارٌ شرِّيرة، يتجاوزون في ممارساتٍ سلبية وفي أمورٍ لا ترضي الربَّ. يجب أن تتَّخذ قرارًا بعدم السَّماح للشِّرير كي يتجاوز حدودك لغرس اقتراحاته في عقلِك.

هذا قرارٌ يجب أن يتَّخذه كلُّ شخصٍ لنفسه. كلُّ من سمح للعدوِّ أن يجرفه بعيداً سيكتشف أنَّ الشَّيطان لن يجلب له الملذَّات الزَّائلة فحسب بل المعاناة أيضًا. لا فائدة من القول بأنَّ الآخرين يفكِّرون أيضًا في الأشياء الخاطئة أو حتى يمارسونها؛ إذا لم تبتعد عن الشَّر، فسيكون للخصم حريّة الوصول إلى حياتك. تذكَّر أنَّ هذا القانون الرُّوحي يتحقَّق دائماً: غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا (مزمور 42: 7).

السِّر الثاني هو فعل الخير. افحص ما يقوله الكتاب المقدَّس وألزِم نفسَك بذلك. وهكذا لن تمتلئ حياتك بالأشياء الجيّدة فحسبْ، بل سترى يد الله تعمل في حياتك بقوَّة أيضاً. كلُّ من فعل الصَّالح يُدعى خليل الله، كما كان إبراهيم (يعقوب 2: 21-23). إنَّ فِعل الخير يعني نقل الرِّسالة الإلهية للجميع، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، واستخدام السُّلطة الممنوحة لك لصالح الذين يتألّمون.

أولئك الذين يفعلون الخير يُرضون الربَّ، تماماً كما أرضاه يسوع. كان لدى السَّيد كلمة مباركة لإعطاء النّاس دائماً واستخدم القوَّة الإلهيّة لشفاء المرضى، وتحرير المظلومين وتلبية احتياجات الآخرين. عندما نتصرَّف بِناءً على الكتاب المقدَّس، حتى لو كان ذلك يعني عدم الامتثال لِما قد يتوقَّعه البعضُ، فهذا يعني أنَّنا قدَّمنا له أفضل ما لدينا؛ بالنِّهاية، إذا رفضنا القيام بشيءٍ متوقَّع، فذلك لن يكون جيّدًا لذلك الشَّخص.

يجب أن يكون هدفنا إرضاء الله. إذا فعلنا ذلك، سيكون لدينا مسكنٌ فيه. إذا كنت تسكن في سِتر العليِّ، فسترى أنَّه لن يصل إليك ضررٌ ولن تأتي أيُّ ضربة على خيمتك. بل يقع عن جانبك ألف وربوات عن يمينك (مزمور 91: 1-10). أولئك الذين يسكنون في ظلِّ الآب السَّماوي لا ينقصهم شيءٌ. بمجرَّد حصولك على هذا الوحي، أليس من الأفضل أن تبتعد عن الشَّر وتعمل الخير؟

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز