رسالة اليوم

17/08/2020 - اهرب ممَّا ليس كتابياً

-

-

(2بطرس7:2) وَأَنْقَذَ لُوطًا الْبَارَّ، مَغْلُوبًا مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ.

 

إذا كنت لا تشعر بنفس الطّريقة التي شعرَ بها لوط عندما رأى أهل سدوم يفسدون بسبب الخطيئة، فأنت لست على ما يرام روحياً وقد يحدث سقوطك في أيِّ لحظة أو ربما حدث بالفعل. قال الرُّوح القدس أنَّ لوط صالح، ولكن ماذا يقول عنك؟ هذا الموضوع خطر للغاية بالنِّسبة لي كي أستخدم كلماتٍ لطيفة لكنَّها غير صادقة. الوصيَّة هي اهرب من الخطيئة (متى41:26).

بعض المسيحيين تفهّموا السُّلوك البغيض للخطاة. وبسبب استيعابهم هذا تلوَّثوا مباشرة. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الشُّعور الذي كان يختبره لوط كان غضب روح الله على ممارسات الناس الذين سكنوا المدينة التي عاش فيها. أولئك الذين يوافقون على أيِّ نوع من الأخطاء قد وقعوا في التَّجربة التي هيّئتها لهم الأرواح الشِّريرة التي تتمثّل مهمَّتها في نشر عمل الشَّيطان وسط البشرية.

يقول بطرس أنّه مثلما حدث بين شعب الله، سيكون هناك معلِّمون كذبة بيننا أيضًا. وهم لا ينكرون الربَّ بالكامل، بل يجدون الأعذار لتبرير أخطائهم وقد فشلوا في توبيخ ما تدينه الكلمة. حسنًا! الغاية لا تبرِّر الوسيلة أبدًا. الوصيّة لنا أن نكون قدِّيسين، لأنَّ الربَّ قدُّوسٌ (بطرس الأولى16:1). لا تحيا بقدمٍ في ملكوت الله وقدمٍ أخرى في عالم الشَّر.

حتى بدون قصدٍ،  ينكر الأنبياء الكذبة الربَّ صاحب السِّيادة الذي افتداهم من الظلمة. يتَّحدون مع الأشرار ويؤكدون ببساطة أنه لا يوجد خطأ في ممارساتهم القذرة والضَّارة. ولكن دون توقع، يأتي خرابُهم بغتةً. لماذا يفعلون ما يحظره القدير؟ لم يشفق الربُّ على ملائكة أخطأوا ولن يرحم من يصرّ على فعل الخطأ (بطرس الثانية 2: 4).

إنَّ من يبرِّر الأفعال الخارجة على القانون يخطئ مثل الذين يمارسونها، وبسبب هذه الأفعال يُجدَّف على طريق الحق (الآية 2). إنَّ هذا الإذعان ليس أكثر من تجارةٍ مؤسفة للإيمان. فهم يتحدَّثون بكلماتٍ خادعة عن الفساد، لكنّ دينونتهم معلنة بالفعل ولن تتأخر (الآية 3). اليوم هو يوم إعادة التفكير في أيِّ مخالفاتٍ قمتَ بالتغاضي عنها واعلن رجوعك عنها بالتوبة.

مثلما أنقذ الربُّ لوطاً (الآية 7)، فهو ينقذ الصَّالحين في أيامنا. ومع ذلك، فإنَّ الله القدير سوف يطرح ويحفظ جميع الذين تغاضوا أو تظاهروا بعدم رؤية ما يفعله الضَّالون للدَّينونة. لم يرحم العليُّ العالم القديم، لكنّه أنقذ نوحاً، كارز البرِّ (الآية 5). ما تمَّ عمله مع سدوم (الآية 6) هو علامة على ما سيحدث للذين يسيئون استخدام صبره. فليمنحك الربُّ الفهم للتوبة! وبعد ذلك سترث الملكوت المُعدّ لك (متى34:25).

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز