رسالة اليوم

18/09/2016 - أين يقف الرّب

-

-

إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ. (المزامير 1:127)

يُخطئ كثيراً مَن لا يُشارك الرّب بِطلباته الصَغيرة والكبيرة. وهذا يُمكن أنْ يحدث معنا مرّات عديدة، نُكافح مِن أجل مُستقبلنا ومستقبل أبنائنا، لكن دون أنْ نستشير الرّب. فإنْ لم يبنِ الرّب البيت فباطلاً يتعب البنّاؤون، سيكون البناء ضعيفاً، وغير ناجح، فلا داعي لأنْ نقلق بِما سيحدث في الغد، يكفي أنْ نؤمن بالكلمة، لأنّه يريد أنْ يحمي مدينتنا ويحفظ شوارعنا وبيوتنا و حياتنا كلّها ... لكن هل آمنّا به؟

فعدم طلب الإرشاد الإلهي في صلواتنا يعني السير في أرضٍ مجهولة، سنصل حتماً إلى اتجاهٍ خاطئ، وكثيرون لا يطلبون توجيه الرّب لاتخاذ قرارات مهمّة في الحياة. كاختيار المهنة، والزواج، وشراء البيت. أمّا تجاهل إرشاد الرّب بسبب شيء يغرينا بأنه أفضل .. هذا يجلب لنا نتائج شريرة.

خلال خدمتي طوال هذه السنوات، قمتُ بإرشاد أناس كثيرون يواجهون مشاكل مُختلفة، ولاحظتُ في كلّ الحالات تقريباً أنّ ما جعَل الأشخاص يتّخذون قراراً، هو المظاهر والرفاهية، وكانت النتيجة أسوأ المشاكل، لكن لو أنّهم طلبوا التوجيه الإلهي وآمنوا به، لكانَ مستقبلهم مُختلف .

ليس هُناك أحد لا يَهتم بالشيخوخة أو بمستقبل أبنائه، ولهذا السبب يسعون بكلّ عزم واجتهاد، لكن الآية تُعلن: إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. وما يعتبِره الإنسان نجَاحاً باهراً هو قليلٌ جدّاً مقابل ما يستطيع تحقيقه مع الإرشاد السماوي.

والله كأبٍ لنا، يبحث دائماً عن الأفضل، فأنا بالنسبة لي لا أتخيّل أنّني أقوم بشي آخر سوى خدمة الرّب وأنْ أكون ناجِحاً بذلك، ومُقتنع بعطيّة الرّب، وأطلب مِنه أنْ يُعينني لأحقّق أمور أكثر في مَجالات أخرى في الخِدمة! لكن كانَ مِن المُمكن أنْ يوجّهني الرّب إلى مَجال الأعمال، أو الفن وإلخ... فهو يختار الأفضل لأبنائه.

فمن يستريح مع الرّب لا داعي لأنْ يفكّر بالغد، أو بالعنف أو بأيّ هجوم من الجحيم. فالرّب يعرف كيف يعتني بمدينتنا وشوارعنا وبيوتنا وحياتنا وأبناءنا أيضاً ... فهل سلّمت حياتك للرّب ؟


محبّتي لكُم في المسيح

د.ر.رسوارز