رسالة اليوم

17/09/2016 - سرّ النصر

-

-

إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ (يوحنّا 15:14)

من يتعلّم مدى أهميّة حِفظ الوصايا الإلهيّة يكون منتصراً في حياته، وهذه الوسيلة الوحيدة لإثبات مَحبّتنا للرّب، وبسبب اتباع الأشخاص للتقاليد البشرية، يقضي الأشخاص المتديّنين حياتَهم بالصّلاة مُعلنين مَحبّتهم للرّب، على أمَل أنْ يستجيب لهُم، لكن لا يَحصل شيء، وذلك لسَببٍ بسيط أنّ هذا الشخص لم يُصغِ لِما قالَه الرّب، فلو اتّبع وصاياه - علما أنّها سهلة التنفيذ - لكانَ أثبت محبّته لله، وبهذه الطريقة يُحقّق النصر، لأنّ محبّة الرّب هي سرّ استجابته لكلّ الصلوات .

في هذه الآية لخّص يسوع ما ما هو المطلوب لنثبت مَحبّتنا له، أي من لا يحفظ وصاياه لا يُحبّه، وهناك من يقوم بأذيّة نفسه وتقديم الذبائح من أجل أنْ يرضي الله، كي يمنحه ما يحتاج إليه، لكن ببساطة كل هذا لا ينفع، ولا فائدة من أنْ يكرّس حياته من أجلِ ديانةٍ مُعينة أو لتقديم الصَدقات. قد يَقبل المجتمع هذا كبرهان على محبّة الرّب، لكن في الحقيقة هو كإنشاء حفرةٍ في الماء، ومن يضحّون بحياتهم من أجل دين معيّن يخدعون أنفسهم أيضاً.

و بالحديث عن القديسين، يحزن قلبي عندما أرى أشخاص يقدمون طلباتهم لهم، لأنّ جميع الذين قبلوا الرّب يسوع كسيّد ومُخلّص على حياتهم، قد عُيّنوا قديسين بالمسيح، والرب يسوع يمنَعنا من طلب شيء من أحد ، ولا حتّى الملائكة، بل ينبغي أنْ نصلّي لأبانا الذي في السماوات، باسم الرّب يسوع، و لا امتياز لأحد أن يكون وسيطاً بين الله والناس، لأنّ هذا المنصب هو ليسوع لا سواه (تيموثاوس الأولى 5:2). في الحقيقة كثير من هؤلاء القدّيسين ستكون نهايتهم سيّئة في يوم الدينونة.

فمُهمّتنا الرئيسيّة في هذا العالم هي حِفظ وصايا الله ، هذا يدلّ على أنّنا نحبّه، وهذه الوصايا تنقسم إلى قسمين: أولاً- المَكتوبة في الإنجيل المقدّس و التي نحصل عليها بقراءة الكلمة وسماع العظات. وثانياً: ما يقوله الآب بشكلٍ خاص إلى قلوبنا. فعندما نطبق هذا نُقدّم دليلاً على محبّتنا للرّب. وعندما لا نفعل نثبت العكس. لذلك، لماذا علينا أن ننتظر استجابة لطلبتنا بأنْ يحفظنا من الخطر؟ فبالكيل الذي بهِ نكيل يُكالُ لنا ( لوقا 38:6) .

إنْ أردتُ أن أقدّم لكم نصيحة، فستكون هذه : احفظوا وصايا الرّب، لأنّها ليست ثقيلة أو صعبة التحقيق . فهذا هو سرّ النصر !

 

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.رسوارز