رسالة اليوم

29/07/2020 - تغيير الغرض

-

-

وَكَذلِكَ أَيْضًا يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبَدِي اللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَتَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ!» لوقا10:5

 

تعلِّمنا هذه الآية من إنجيل لوقا دروسًا عظيمة وقويّة. في الواقع هذا هو هدف الكلمة. انتبه لِما تتعلَّمه عند قراءة الكتاب المقدَّس يوميًا، لأنَّ هذه هي الطريقة التي يتكلَّم بها الربُّ. كلُّ ما تتعلَّمه يجب أن يُؤخذ على أنّه وصيّة. يمنحك الله القدرة على القيام بما يعلنه من خلال كلمته. لذلك لا تخطئ بتجاهل قوله.

احتاج يسوعُ ذات مرَّة قارب بطرس (لوقا 5: 3). في كثير من الأحيان قد يحتاج إلى شيءٍ خاص بك أيضًا، وتشعر أنه يجب عليك إعارته له، ولكنّك في النِّهاية لا تفعل ذلك. قد يكون منزلك، على سبيل المثال، كي يصبح مكانًا يتعلّم فيه النَّاس الكلمة مرَّة كلَّ أسبوع، أو شهريًا. يتعلَّم النَّاس فيه الكلمة ويتباركون. أظهر السَّيد أهمية عقد اللِّقاءات التي يمكن أن يبارك فيها الفقراء والمَرضى وجميع الذين يعانون (متى 15: 39-39 ، مرقس١: ٣٢-٣٤). اليوم، قلّة من النّاس يفتحون أبواب منازلهم لاستقبالهِ، لكنَّهم يفتحونها لأغراضٍ أخرى.

بعد عظة يسوع جاء وقت الثّواب. فرحَ بطرس لِما تعلَّمه. على الرُّغم من أنه كان صيادًا ذو خبرة، إلّا أنّه لم يمسك شيئاً؛ ولكنَّه أطاع الربَّ وألقى الشَّبكة مرَّة أخرى. البحر لم يكن مواتياً للصَّيد، وفقاً للطبيعة. ومع ذلك، فإنِّ الَّذين يطيعون الكلمة يرون دائمًا قوَّته في العمل. ثمَّ فجأة، تمتلئ الشِّباك بالكثير من الأسماك التي خرَّقتها (لوقا 5: 6). هذا العرضُ يدلُّ على أنّ الذين يتبعون توجيهات الله هم دائماً مباركون.

دُهِش بطرسُ ورفاقه الصَّيادين. بالنّهاية، ما شهدوه قد تجاوز توقعاتهم. لم يحدث حتى في يوم جيِّد للصَّيد قط. نرجو أن يكون هذا الدَّرس في قلب كلِّ من يقرض شيئاً للربِّ، لأنَّ أجره لا يتأخر! لو فشل بطرس في إلقاء الشَّبكة وقال: "يا ربُّ، لا تهتم ... لقد أقرضتك القارب دون أن أرجو شيئاً، لكان قد فاته الصَّيد والدَّرس أيضاً.

أظهر يسوعُ لبطرس نيَّته الحقيقيّة: مشيراً إلى تغيير الغرض. وإلّا لبقيَ بطرس صيّادًا، بالنِّسبة للبشر. سيكون هناك الكثيرين، لدرجة أنَّ السَّيد حذَّره من الخوف. هذا هو نوع الواعظ الذي تحتاجه الكنيسة: أشخاصٌ يلقون شباكاً تمتلئ بالأسماك. من يتعلَّم من المُخلِّص يلتزم دائمًا بأوامره ويندهش من إدراكه أنه إذا مشى مع يسوع، فسوف يرى معجزات طوال الوقت.

طلب بطرسُ من السَّيد أن يبتعد عنه لأنّه دُهش في البداية (الآية 8). الاعمال الإلهيّة تثير الدَّهشة لدى ذوي النّوايا الحسَنة. هم الذين سيقومون بالعمل بمعونة الله، لأنَّ القداسة هي العنصر الضَّروري الأوَّل ليعطيك الربُّ خدمة.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز