رسالة اليوم

28/07/2020 - يفكّرون بوضوحٍ أكثر

-

-

وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَنَظَرُوا الْمَجْنُونَ الَّذِي كَانَ فِيهِ اللَّجِئُونُ جَالِسًا وَلاَبِسًا وَعَاقِلاً، فَخَافُوا. (مرقس15:5)

 

رجلٌ من كورة الجدريين، شكَّل خطراً على المنطقة بأسرها. تجنّب الناسُ المرور في الحيّ بسبب ذلك الرَّجل عارِ القدمين الذي كان عنيفاً للغاية. أثبتت جميع المحاولات عجزها كي تجعله عاقلاً. لم يكن ربطه بالسَّلاسل ممكنًا لأنّه يفكّكها بسهولة نظراً لقوَّته غير العادية. لقد كان ذو حالةٍ ميئوسٍ منها، على الأقلّ في رأي الذين لم يكن لديهم مسحةٌ من الله.

لكنَّ يسوع حرَّر هذا الرَّجل (مرقس 5: 6-14). انتشر الخبرُ على الفور. ثمَّ جاء النّاس إلى يسوع، دُهِشوا كثيراً وصدَّقوا بصعوبةٍ ما سمِعوه، إذ رأوا هذا الرَّجل وقد تحرَّر من الشَّياطين التي كانت تعذِّبه، وكان جالسًا ولابساً وعاقلاً. هذا هو التّحوّل الذي يحتاج المجتمع أن يراه اليوم. هناك شفاءٌ للمجانين والشَّرسين وكلّ الذين يتألَّمون.

الرِّسالة التي يطلب منّا يسوع أن ننقلها هي: أن نكرزَ بالبشارة بشأن ما فعله لجميع المتألِّمين (مرقس 16: 15-18). ولكن للأسف، فإنَّ الرَّغبات الشَّخصية أو السِّياسية وبريق الثّقافة والثّروة وغيرها من الأشياء قد تسبّب في تحويل عمل الله إلى مجرَّد ديانة. في الوقت الذي لم تستطع فيه جميع الدّيانات أن تفعل شيئًا للإنسان لأنَّها لا تمتلك قوَّة الله. يحتاج النّاس إلى رؤية الإنجيل الحقيقي العامل.

إذا لم تغلِّف السُّلطة الإلهية قلوب النّاس أربع وعشرين ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، يصبح النّاس فاسدين. والنتيجة هي دعارة دينية وأخلاقية ومالية وجنسية. علينا أن نفعل ما أمر به السَّيد ونسعى جاهدين لتحقيق وصاياه. لا يجدر تجربة وسائل أخرى للقيام بعمل الربِّ. فلو كانت هناك وسائل أخرى، لكان قد أخبرنا.

اليوم، في العديد ممّا يسمى دوائر مسيحية، بدلاً من طرد العدوِّ، تتمُّ دعوته للحضور من خلال المُمارسات الخاطئة، والنَّتيجة مخزية. والكنيسة، التي يجب أن تكون مثالاً، تصبح مخزونًا ضاحكًا. يتورَّط أعضاؤها في العديد من المواقف الخاطئة ويسخر الضَّالون من الإيمان المسيحي. في أيام يسوع، خاف الناس عندما رأوا تحرير الناس الممتلكين من الشيطان تماماً. كانت تلك الأوقات جيِّدة!

لا تنتظر أحداً: يُمكن أن تكون بداية التَّغيير من نفسك. ابدأ العيش في الكلمة، واهرب من كلِّ ما هو خاطئ. في كلِّ خطوة تخطوها نحو الربِّ، يقترب من حياتك بنفس الطريقة. يستخدم العليُّ كلَّ من يجسر ويؤمن بكلمته، شريطة أن يفعل ذلك دون أيِّ مصلحة شخصية.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز